الأحد، سبتمبر 16، 2007

عالم حركات

عالم حركات


إذا نظرنا إلى العالم بشيء من الروية و التؤدة سنجد أن التشابه المنطقي يغلف الكون في كل شيء حتى في تصرفات الإنسان فهيئة مثل هيئة
الأمم المتحدة تلهث وراء الإعانة الأمريكية الضخمة لتمويل نشاطاتها مما جعل الهيئة تقف أمام رغبات و نزوات الولايات المتحدة عاجزة عن إتخاذ أي قرار فتحولت تلك الهيئة الموقرة إلى هيئة قلل متحدة أعضائها من أكياس الجوافة الناضجة إلى حد التعفن

و بالمثل في كل قلة من أعضاء الهيئة الميمونة تستأثر النخبة الحاكمة بكل خيرات و موارد الدولة لتعطي و تمنح مما يحول أجزاء تلك الدولة إلى إمعات لا حول لها و لا قوة أمام سلطة ذوي السلطة و هم إن أرادوا حولوها إلى سَلـَطـَة

مصر اللتي في خاطري .. مصر المحروسة .. مصر بشمسها الذهب .. مصر تحولت بقدرة قادر إلى بلد حركات بشهادة أعين الواقع و الأحداث فها هي حركة كفاية و حركات ( 000 ) من أجل التغيير و بين القوسين ضع ما تشاء من مسميات و حركة الإخوان و حركة كذا و حركة كذا ثم أتحفتنا قريحة الشعب الأبي بحركة " نعم " تلك الحركة الوليدة اللتي نشأت و ترعرعت لتأييد تولي جمال مبارك الحكم و إنشق الأفق عن حقيقة وجود حركات كثيرة مماثلة و قائد حركة نعم هو ممدوح زخاري جرجس .. و لا أدري عنه أكثر مما هو مكتوب

ثم حركة " أحرار " و هي الحركة الوطنية لمكافحة التطرف بقيادة الطبيب عادل سيد و اللذي أعلن أن عدد أفرادها تجاوز أربعين ألفاً فقد ولدت تلك الحركة عام 2006 و لكنها عملت سراً بناءاً على نصائح الأمن و هي حركة - حسب كلام قائدها - منشقة عن حركة الإخوان المسلمين و غالبية أعضائها من طلبة الجامعات و أكبر عضو فيها لا يزيد عمره عن ثلاثين عاماً

إننا نحيا بعالم الحركات و لا شك فالسيد بوش أكل عقول الأمريكان برعب الإسلاموفوبيا ليغزو أفغانستان و العراق ( حركة )

ثم نووي إيران لعزلها عن العالم و من يدري لعله يغزوها أيضاً ( حركة )

ثم تمخض عقل السيد بوش و إدارته فأنجب عجباً فقال أن إيران تقوم بتسليح تنظيم القاعدة .. إنه كمن يخبرنا أن الماء يزيد النار إشتعالاً !

هي أيضاً حركة و لكنها شديدة الإنكشاف و البلاهة أيضاً فكيف يقوم الشيعة بمساعدة أعدى أعدائهم ؟

ثم يأتي السيد بوش ليدعم حكومة السنيورة آملاً في القضاء على حزب الله بعد أن فشل دعمه لتنظيم فتح الإسلام ( حركتين )

و يحث العالم على مقاطعة حكومة حماس الشرعية و المنتخبة لأنها حكومة إرهابيين ( حركة )

و يترك السيد بوش السعودية بكل ما تحمله من تعصب و تطرف كي تبقى السعودية مستقرة أمنياً و بالتبعية يبقى أهم و أكبر مصدر للنفط آمناً ( حركة )

إسرائيل ( صانعة الحركات المحترفة ) تقوم بطلعة إستطلاعية على الأراضي السورية و كأنها العزبة بتاعة المرحوم اللي ورثتها إسرائيل و لديها كامل السيادة عليها و لكن لسوء حظها قامت الدفاعات السورية اليقظة بالتعامل مع الطائرات المقاتلة مما إضطرها لإلقاء حمولتها الزائدة من خزانات الوقود الإضافية و لسوء حظها مرة أخرى هبطت بعض تلك الخزانات على الأراضي التركية علماً بأن تركيا الحليف الرئيسي لإسرائيل في المنطقة و قامت الدنيا في تركيا و طلبت توضيحات من إسرائيل و وصفت الحدث بغير المقبول

و رغم ذلك فستنتهي الأمور إلى لا شيء لأنها ستنتهي بحركة جديدة من إسرائيل لتسكين الزوبعة

حتى على مستوى الأفراد و الشركات و العمل و الشارع و البيت تصبح الحركات الملاذ الوحيد للعيش بهدوء و سلام فمن منكم أيها القراء الكرام لا يصنع يومياً حركة أو حركتين و ربما أكثر ليتجنب مشكلة في العمل أو في الطريق العام أو يسكت زوجته عن مسائلته أو تدفع زوجها لقبول ما رفضه سلفاً