السبت، يونيو 14، 2014

التحرش بالتحرش

إرتفعت الأصوات المنددة و الناقدة لظاهرة التحرش مطالبة بإعدام المتحرش بالأنثى و علت الجلبة من كل حدب و صوب لتطالب بإعدام المتحرش و جاء المجلس القومي للمرأة يؤيد إعدام المتحرش و زادت أجهزة الإعلام و القنوات الفضائية من وتيرة الجلبة و الأصوات العالية ليطالبوا بتغليظ العقوبة في قانون التحرش 

من بين كل هؤلاء لم يخرج علينا رجل رشيد ليقول لنا ما أسباب تفشي تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الشرقي المحافظ !!

في الحقيقة إن مجتمعنا لم يعد ذلك المجتمع المحافظ و لا الشرقي و لا المتدين فلقد أصبح مزيجاً من القيم الغربية و الأوروبية و بعض مظاهر التدين الشكلي مع القليل ممن ينوحون على الإنحدار الخلقي و الإنحطاط الإجتماعي 

و في الحقيقة أيضاً أننا بتنا لا ننظر لأي شيء بمنطق سليم بل دائماً نريح أنفسنا بالنظر للنهايات بلا حتى مجرد تفكير في البدايات أو الأسباب 

من بين الأصوات العالية المعترضة على التحرش كان صوت أحد الإعلاميين المشاهير اللذي نفى أن تكون أسباب التحرش إقتصادية بل أصر أنها أخلاقية و تسائل بكل براءة و بلاهة أيضاً " أين ذهبت أخلاق الشعب المصري ؟ "

إننا نتمتع بقدر مذهل من السماجة و البلاهة و اللامنطقية في معالجة الأمور بل أصبحنا نلجأ دائماً للحلول الجاهزة و السهلة المجربة في دول أخرى بغض النظر عن الإختلافات الأيديولوجية و الإجتماعية و الثقافية 

يقول الأزهر أن ظاهرة التحرش في المجتمع المصري سببها البعد عن الدين و يدعو الرجال لغض البصر !!!

إذن الرجال بعيدون عن الدين و لا يلتزمون بفضيلة غض البصر التي إذا إلتزموا بها ستنتهي إلى الأبد ظاهرة التحرش !!

و ليس من الضروري على الإطلاق دعوة النساء للعودة إلى الدين و الإلتزام بالحشمة و الوقار فغض بصر الرجال أهم بكثير !!!

للنساء الحرية في ما يرتدين من ملابس فهذه حرية شخصية لكن الرجال يجب أن يعودوا إلى الدين ... و سؤالي هاهنا دين أبوكم إسمه ايه ؟؟

يقول تبارك و تعالى :

( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 33 ) ) 

هذا هو الدين المفروض على النساء .. القرار في البيوت و عدم التبرج و هو العلاج الصحيح و الناجح لظاهرة التحرش ، لكن أصدقائنا الإعلاميين لا يجرؤوا على التلفظ بتلك الآية و لا حتى الأزهر فمعظم نساء مصر عاملات في الحكومة و صاحبات صوت عالِ فكيف نطلب منهن العودة للبيوت 

إذن لعبة العودة إلى الدين لعبة خاسرة و لن تجدي إذا أثرناها بل ستؤدي إلى إتهامات بالتخلف و الرجعية و العودة لعصر الحرملك و ما إلى ذلك من ترهات تسلكنها بنات حواء 

إذن هي الأخلاق التي إنحطت و أصبحت في الحضيض .. أخلاق الرجال طبعاً فالرجل هو المتحرش بالملاك المنزل من السماء المسمى مرأة 

يجري تساؤل بريء على ألسنة رويبضات الإعلام مفاده أن حقبة السبعينيات كانت ملابس النساء كاشفة أكثر منها اليوم و لكن كانت هناك أخلاق أكثر من اليوم فماذا حدث ؟

أجيبهم أنا بأن حقبة السبعينيات لم تكن فيها هيفاء وهبي و صافيناز و سما المصري و غادة عبد الرازق و اليسا ، لم تكن فيها انترنت و قنوات فضائية و صحف صفراء ترفع مبيعاتها عبر نشر صوار شبه عارية على اغلفتها 

فضلاً عن أن نساء حقبة السبعينيات كن محترمات في كلامهن و ضحكهن و حتى بكائهن ... كل هذا يشكل ضغوط هائلة على أعصاب الرجل الفاقد أصلاً للقدرة على الزواج و وضع شهواته في موضعها الحلال و حتى المتزوجون منهم يرزحون تحت وطأة قوانين أحوال شخصية تجبرهم على العيش مع من لا يطيقونها ناهيك عن أن معظم الزوجات لا ينتمين إلى صنف الحريم من الأساس 

لقد منح الإسلام الرجل حق الزواج من أربعة نساء و الأهم من ذلك منحه حق ملك اليمين فالرجل في الإسلام له من الزوجات أربعة و من الإماء العشرات لذلك فحد الزنا في الإسلام هو الرجم حتى الموت لأن من يزني بعد كل تلك الحقوق و الحريات الجنسية لا مكان له في الحياة 

لكننا اليوم نسلب الرجل حتى حقه في الزواج فماذا يفعل ؟

إن الحل العملي الناجح للقضاء على ظاهرة التحرش و الإغتصاب و الإنفلات الأخلاقي هو تقنين الدعارة في مصر ، فضلاً عما سيدره هذا النشاط من دخل للدولة من الضرائب ، و كل من أراد الإنحراف فليتفضل و ليتحمل النتائج 

لا شك أن الرجل المصري ناقم على المرأة المصرية و يفتقد إحترامها فهو يراها مصدر دائم لإثارته و تحميله أكثر مما يحتمل كما يراها لا تأبه بما تفعله به بل أنها تذنب في حقه أشد الذنب بإستثارته ثم يعلو صوتها مطالبة بمزيد من الحرية ، يراها هي الطرف الأقوى في الزواج بحكم قوانين الأحوال الشخصية و الخلع و غيره فتزداد نقمته عليها و لا يكتفي فقط بالتحرش بها بل يتعمد إيذائها إن استطاع 

يراها تنأى بنفسها بتطرف عن الدين و تطالبة بوقاحة مذهلة بأن يتمسك بالدين 

إذا أردنا العودة إلى الدين فلنعد جميعاً إليه رجالاً و نساء ، و إذا أردنا الإبتعاد عن الدين فليكن و لكن جميعاً أيضاً رجالاً و نساء ، لكن اللعب على وتر الدين من طرف واحد سيزيد من نقمة الرجل على المرأة و سيزيد من حجم الكارثة التي نحن فيها