الاثنين، أبريل 02، 2007

هل هي قمة فجر الضمير ؟

هل هي قمة فجر الضمير ؟
جاء البيان الإفتتاحي للملك عبد الله في القمة العربية بمثابة صاعقة لمعظم الحضور في تلك القمة حيث إعترف الرجل و للمرة الأولى بتخاذل القادة العرب و أقر بإنعدام المصداقية بين القادة و شعوبهم فيما يخص القضية الفلسطينية كما أقر جلالته بأن العراق تحت الإحتلال الأمريكي مما قد مضاجع الإدارة الأمريكية و حركها للإستفسار و الإستيضاح حول هذه التصريحات النارية من دولة غدت الحليف الأقرب و الأكثر تأثيراً للولايات المتحدة في المنطقة
و لعل الإعترافات اللتي جاءت متأخرة تكون فجراً للضمير العربي على مستوى قياداته و اللتي أعتقدها قد فوتت فرصة ذهبية و غير مسبوقة لإستغلال الضعف الأمريكي في العراق و في الداخل الأمريكي تحت تأثير الصراع الجمهوري الديموقراطي و في المنطقة العربية بعدما إعترفت أمريكا بحاجتها للمعاونة أمام إيران و الضعف الإسرائيلي الخارجي بعد هزيمتها المنكرة أمام حزب الله و ضعفها الداخلي بين تحقيقات تبحث في أسباب الهزيمة و فضائح فساد أخلاقي بين قياداتها و ضغط من جماعات السلام اليهودية و ضغط الإتحاد الأوروبي لقبول حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ناهيك عن الضغط النووي الإيراني
و رغم إعتقادي بتفويت الفرصة من أيدي القمة العربية إلا أن تفعيلها للمبادرة العربية دون المساس بها و قوة التمسك بها أمام الرفض الإسرائيلي بل و صيغة الرد على الرفض الإسرائيلي جاؤوا بشكل غير مسبوق و جديد على القمم العربية المعتادة و اللتي تكون بياناتها الختامية في العادة تحصيل حاصل
و رغم أملي و تفاؤلي أمام نتائج هذه القمة إلا أن منطقي المواجه لها لا يخلوا من ظنوني في تلك الوحدة المفاجأة في القرار و ذلك التمسك القوي بالمبادرة و تلك الحالة الجديدة على المملكة العربية السعودية و المتمثلة في لعبها أدواراً محورية إعترفت بها إسرائيل عندما أفاد رئيس وزرائها عن استعداده لمباحثات مباشرة مع السعودية ، تلك الوحدة لم تأت من فراغ و لا هي صحوة ضمير من أجل الحق كما أظن بل إن التهديد الإيراني المدعوم صينياً و روسياً مثل الشبح اللذي جمع الشتات لمواجهته بأسلحة التطبيع و إصلاح ذات البين
و على كل الأحوال فإن الرياح الدولية اليوم في صالح العرب و فلسطين بشكل غريب و إذا لم يستغل العرب قوتهم الناتجة عن ضعف الآخرين في هذه الفرصة فلن تتكرر