السبت، مايو 31، 2008

نورت مصر و فرقة وكر العصفور

نورت مصر و فرقة وكر العصفور

عندما تصل السفاهة و اللامسؤولية إلى قمتها يتعذر على اللغة وضع مصطلح مناسب لها ، سمعت اليوم أغنية من نوع الراب لفرقة سعودية تطلق على نفسها اسم وكر العصفور ... تحفل تلك الأغنية بالسب و القذف بألفاظ قمة في السفالة و الوقاحة في حق مصر و المصريين و في نفس الوقت فوجئت بأغنية مضادة لشاب مصري يرد بها على سفالة الأغنية السعودية فشعرت بفداحة المصاب اللذي وصل بالشباب العربي لهذا المستوى المتسطح من الحوار

لا أجد ما يمكنني الرد به على الفرقة السعودية إلا أن أذكر لهم و للشعب السعودي قاطبة تاريخاً حافلاً بالتخلف و الرجعية و الغباء و السذاجة فبصفتي مصري و أحد المستهدفين بألفاظ تلك المأساة كان لزاماً علي الدفاع عن هويتي و إفاقة هؤلاء الأقزام من أعماق الغيبوبة اللتي أدخلتهم فيها سكرات النفط الفائض الزائد و اللتي تناسوا مع وسناتها أصلهم التاريخي و الجغرافي و الإنساني

تناسوا كيف كانت جاهليتهم و أميتهم و بدائيتهم و كيف قامت دولتهم المنسوبة لملك متواطيء مع رجل دين لتقوم على أنقاض ضميريهما مملكة لا تألوا جهداً في الإنبطاح لسادة العالم في البيت الأبيض حتى تنال الرضا ، و الأمثلة أكثر من مجرد جمعها في كلمة و أقربها قضية فتاة القطيف اللتي نالت عفواً ملكياً بعد الضغط الأمريكي على جلالة الملك ليعفوا عنها

المملكة السعودية رغم ما نالته من شرف وجود الحرمين الشريفين إلا أن الشرف لا يناله السفهاء و الأشقياء و ما زال الخواء العقلي لشعبها تنعق فيه الرياح غادية رائحة

فطامهم نفط و أموالهم وهبات النفط و حين ينفد النفط فحدث و لا حرج على هؤلاء الأبقار الضالة و أجهل أهل الأرض و أبعدهم زمناً و فكراً عن أي معنى من معاني الحضارة و العلم

لم يعد في قوس الصبر منزع فالأساليب المهينة اللتي يستخدمونها مع المصريين على أراضيهم و الغمز و اللمز على الشعب المصري و أحواله بات الصمت عليهم من المستحيلات .. لابد من صفعة قوية و مدوية لهؤلاء السفلة الرعاديد ليفيقوا من سباتهم و غيبوبة النفط اللتي أذهبت عقولهم خلف شهواتهم و ملذاتهم ، شيوخهم تنموا أموالهم من عرق المومسات على أعتاب مواخير أوروبا و الدول اللتي كانت عربية فباتت تتنصل من عروبتها و هويتها لتنال إستحسان الغرب المتربص بالخلق العربي و القيم و المباديء العربية الأصيلة ، نساؤهم تصرخن خجلاً من ممارساتهم اللاأخلاقية و اللاإنسانية و المنافية لكل الشرائع السماوية و النتيجة يعف اللسان عن ذكرها

شبابهم يضوعون بين الوهابية و إرهابها و بين الإباحية المستترة المدعمة بما لا ينفد من أموال نفطهم
و تنتشر على مواقع البورنو العربية كليبات لفتيات و زوجات سعوديات تكفي مجرد الإشارة إليها ليتعرف العالم على حقيقة المملكة من الداخل ، تلك البلاد اللتي يتم فرض الدين فيها فرضاً رغم قول الحق سبحانه " لا إكراه في الدين " إلا أن هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لا تكتفي بمجرد القول بل يمتد عملها إلى الفعل و الضرب و الإيذاء لإجبار الناس على ممارسة العبادات ... أي بلاد تلك اللتي تفرض الدين فرضاً ؟ و أي نتيجة منتظرة على من لا يصلي بقلبه بل بآلامه و سحجاته ؟

إن الفرقة السعودية " وكر العصفور " ليست قلة منحرفة و ليست أغنيتهم القمة في الإنحطاط مجرد زوبعة في فنجان و لكن السعودية ككل بدأت تشعر بضآلة حجمها سياسياً و إنعدام تأثيرها مقارنة بمصر ... مصر صانعة حضارات العالم و صاحبة فجر الضمير تاريخياً ، مصر المعجزات و أعاجيب الدنيا ، مصر المذكورة في القرآن الكريم و السنة الشريفة ، مصر تاريخ الإنجازات و المشاريع العملاقة ، مصر قناة السويس و السد العالي و الأهرامات و منارة الإسكندرية ، مصر الثورات و الصحوات ، مصر حرب أكتوبر و معجزة العبور العظيم ، مصر اللتي إستردت كامل أراضيها المحتلة بالحرب و بالسلم و بالقانون ... أين أنتِ يا مملكة من مصر و المصريين ؟؟؟!!!

و من المفارقات الغريبة أن يكون نزار قباني الشاعر اللبناني أحد الناقدين القدامى لهؤلاء الحفاة العراة إذ قال :

نزار قباني
الحب والبترول

متى تفهمْ ؟
متى يا سيّدي تفهمْ ؟
بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
متى تفهمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يا أيها المُتخمْ ؟
متى تفهمْ ؟
بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
بناركَ أو بجنَّاتكْ
وأن كرامتي أكرمْ..
منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
متى تفهمْ ؟
تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ
لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ
كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ
على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ
فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ
ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ
كأنَّ جميعَ من صُلبوا..
على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..
وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ
تغوصُ القدسُ في دمها..
وأنتَ صريعُ شهواتكْ
تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ
متى تفهمْ ؟
متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟