الثلاثاء، ديسمبر 02، 2008

سطوة المرأة

سطوة المرأة
الليلة لم أستطع النوم جاءني هاجس ملح و قدير يمنعني النوم و لا يترك عقلي يستريح لحظة من التفكير ، لم أكن لأستسلم له لولا منطقيته و دلائله التاريخية و الإنسانية و المعاصرة أيضاً ، و دلائله الشخصية كذلك
إن هاجسي المؤرق هو إنبهاري بسطوة المرأة على الرجل ، نعم لا خطأ إملائي و لا لغوي في الجملة إنها جملة مجردة تستلهم تجريدها من تجريد الحقيقة لا قناع الواقع فالواقع دائماً يفتقر إلى تفسير حقيقي و قد ينبري المفسرون للواقع في إسناده ظلماً إلى لا منطقيات يحولها تعليلهم و حرصهم على منطقتها إلى منطقيات نقتنع بها منطقاً و لا تقنعنا حقيقة
إن الواقع يعرب عن صدوعه لمسلمة سطوة الرجل على المرأة و يساند ذلك الصدوع و يعضده عدة مباديء و معارف منها التاريخي و منها العلمي و هي في مجملها تؤدي بنا إلى الإعتراف و التسليم بواقع نراه و نقتنع به منطقاً بأن الرجل مسيطر على المرأة ، ننخدع دائماً بلمعان الذهب و لا نتوقع ليونة تماسكه و هشاشة جزيئاته كما ننخدع بصلابة الألومينيوم و لا نتوقع خفة وزنه في حين هي حقيقة
كذلك ننخدع برؤيانا الفريدة لسلطة الرجل على المرأة ، تلك السلطة اللتي منحتها إياه الأديان و الأعراف و طبيعته البيولوجية و أخيراً منحها إياه المجتمع لا سيما الشرقي و اللذي يرفض - شكلاً - أي نوع من أنواع تميز الأنوثة على الذكورة رغم أن ذلك المجتمع أيضاً مخدوع في تصوره و رفضه
إن المرأة تمتلك من المقاليد اللتي تمكنها ليس فقط من ترويض الرجل بل من تحريكه عن بعد ، تمتلك من تلك المقاليد ما لا يمكن تصوره خاصة إذا كان الرجل المستهدف قد رضي و سلم كل مفاتيح قواه - دون أن يدري - لتلك المرأة ، و اللتي عندما تحترف التحكم في رجلها فإنها تبدع في تحكمها و تنفرد بخلق معجزات إن أرادت و إيقاع كوارث إن أحبت
تاريخياً لم يكن هناك رجل عظيم بلا إمرأة و قد يضعها التاريخ - المدون من وجهة ذكورية - موضع المحظية أو الجارية أو على أفضل الأحوال الزوجة صاحبة الجهد العادي و الطبيعي في مجال حياتها بينما تقترب الحقيقة من الأسطورة حين نجد هيروديا تعبث بإرادة زوجها هيرودوس مرتين مرة عندما دفعته للإستيلاء عليها و إنتزاعها من أخيه إذ كانت زوجته و مرة بدس إبنتها سالومي عليه لتحقق أمها رغبة مجنونة في قتل يحي عليه السلام
و قد كان و فعلت سالومي المعجزة بل الكارثة بأن دفعت هيرودوس لقتل نبي من أنبياء الله في مقابل .... رقصة من سالومي الجميلة
بيد أن الجمال وحده ليس الدافع الأكبر لتسلب المرأة إرادة الرجل فالجمال رغم تنوعه و عدم نسبته إلى الجسد فقط إلا أنه وحده ليس مؤثراً نفسياً كافياً لنيل المطالب بل هناك ما هو أوقع و أشد تأثيراً ألا و هو ضعف الأنثى و لعمري ما هو بضعف البتة بل هو جبروت يقطر جحيماً لولا إحتمال بعضنا له لإحترقت الدنيا و ما عليها بلهيبه اللافح و برمضائه المستعرة
لم يذكر التاريخ عظيماً كطاغية أو كصالح إلا و كانت إمرأة تلوح في أفقه فمنذ بدء الخليقة و التلازم النسائي للرجل لا ينقطع بشكله القصصي الدرامي أو بشكله القصصي الإجرامي أو بشكله القصصي الحميد فآدم لازمته حواء و لم يكن الشيطان ليدخل لآدم و يعبث بعقيدته إلا من خلال ما يمكن وصفه بالتحكم المركزي و اللا محدود في إرادته و هو حواء ، لا أدين حواء هنا فليس ذنبها أن كانت ذات سطوة لا تقاوم على زوجها كما أني لا أدين إقليما أخت قابيل أن كانت أجمل من ليوثا أخت قابيل و لا أدعي أن إقليما هي المتسبب في قتل قابيل و المتسبب أيضاً في جعل جيوش البشر التالين بصالحيهم و طغاتهم هم أبناء القاتل ، إنما أنا أرصد وقائع تشي بحقائق لا مراء فيها و لا جدال
كذلك لا أدين كليوباترا السابعة اللتي حرضت يوليوس قيصر على قتل أخيها بطليموس الثالث عشر ثم تركت يوليوس قيصر لتتزوج من ماركوس أنطونيوس و اللذي إنتحر عقب هزيمته في معركة أكتيوم البحرية غربي اليونان لتنتحر كليوباترا لا لإنتحار زوجها و لكن لكي لا تسير في شوارع روما مكبلة كأسيرة لأوكتافيوس بعد أن هزم زوجها الثاني ماركوس أنطونيوس
كذلك لا أدين تاييس محظية الإسكندر الأكبر و صاحبة القداسة في العقيدة المسيحية فتلك القديسة حسب العقيدة المسيحية تابت من بعد إنحلال لتتحول إلى قديسة بعد ذلك
لا أدين زليخا أو إمرأة العزيز كما ذكرها لنا القرآن الكريم فهي لم تختر لنفسها الكيد و لم تكن مراودتها إلا لضعفها
كل النساء غير مدانات فالطبيعة لا يعاقب عليها القانون و يتعامل معها المنطق بالتسليم و الصدوع ، تلك طبيعة في نساء العالمين و تلك الطبيعة قد يتهاون في تقديرها الرجل و قد يجد في التقدير و لكنه في جميع الأحوال لا يقدرها حق قدرها فذلك الضعف المدجج بالجمال و البراءة و الطفولة و الرقة و العذوبة و الجزل هو إما باب من أبواب الجحيم أو روضة من رياض الجنة و بتطبيق حاجات النفس البشرية و إفتقارها الدائم إلى دعائم أساسية أو ثانوية أو ترفية فالنتيجة غالباً لن تكون تلك الروضة الفردوسية و للأسف !