الأربعاء، يناير 02، 2008

فتاة القطيف

فتاة القطيف


رغم رفضي الشديد لجريمة الإغتصاب و إعتبارها من الجرائم الوحشية إلا أني لم أستطع إخفاء شعوري الغريب بالعدالة عندما علمت أن محكمة سعودية حكمت بمعاقبة فتاة ضحية جريمة إغتصاب تماماً كما حكمت بمعاقبة المجرمين مغتصبيها و قد نالت تلك الفتاة حكماً بتسعين جلدة و عندما إعترض محاميها غلظت المحكمة العقوبة و جعلتها مائتي جلدة و السجن ستة أشهر .

و قصة هذه الجريمة بإختصار أن الفتاة ذات التسعة عشر ربيعاً زوجة لرجل سعودي و كانت على علاقة قبل زواجها بطالب ثانوي و منحته صورها كنوع من الثقة فيه و في وفاءه و إخلاصه و لكنها عندما تزوجت من رجل آخر تذكرت صورها فقامت بالإتصال بحبيبها القديم طالبة منه إسترداد صورها و تواعدا في مكان هاديء و عندما إستقلت سيارته إعترضهما رجلان و ركبا معهما و إقتاداهما إلى مكان مهجور و قام سبعة رجال بإغتصاب الفتاة و يقال أنهم أيضاً قاموا بهتك عرض الشاب حبيبها

شعوري الغريب بالعدالة جاء كشعور مركب ناتج عن عدة دوافع و أسباب أهمها هو إعتبار جرم جريمة الإغتصاب موزع على الجاني و المجني عليها على الأقل بالتساوي و على الأكثر بالقدر الأكبر على الضحية أو على بنات جنسها .. و رغم عدم رغبتي في الدخول في مهاترات و دهاليز إستقلال القضاء و تلك الشعارات البراقة اللتي ليس لها وجود في البلاد العربية إلا أن المرسوم الملكي اللذي أصدره الملك عبد الله بالعفو عن الفتاة و رفع العقوبة عنها نتيجة ضغط الدول الغربية و منظمات حقوق الإنسان اللتي هالها الحكم و إعتبرته خرقاً سافراً للأعراف و التقاليد الإنسانية حيث عوقبت الضحية و اللتي هي غير مذنبة في ضمير الغرب و لكنها ليست مذنبة فقط في ضميري بل هي آثمة و أنا هنا أخاطب المرأة بصفة عامة و ليست فتاة القطيف تحديداً ، ذلك العفو الملكي يفضح حجم الإهتراء في المنظومة الحاكمة و يشي بحجم الهوة بين أوصالها و عدم التفاهم إن لم يكن عدم الرضا بين جنبات تلك المنظومة

لم يعرف التاريخ العربي و لا حتى غير العربي ما يعرف بإغتصاب الإناث طوال قرون ضاربة بعمقها في أغوار الزمن و حتى وقت قريب لم يعرف العالم ما يسمى بإغتصاب أنثى .. و في رأيي أن جرائم الإغتصاب تزامنت بداياتها مع عصور تحرير المرأة و إطلاقها بلا قيود و لا سلطات من الرجل فهي لم تعد كائن من الدرجة الثانية بل أصبحت كائناً متميزاً له الأفضلية بحكم قواعد الذوق العام و له الأولوية بحكم قواعد الإنسانية و اللتي تغيرت قواعدها بتغير الوجدان البشري بعد إنتهاء عصور قوة السلاح و بداية عصور قوة العلم و قوة الفكر و الفلسفة و النظم السياسية و المجتمعية

أو قد تكون وجدت جرائم الإغتصاب في العصور الغابرة و لكنها في رأي المؤرخين لم تكن ذات قيمة حتى يتم تأريخها حيث لم تكن المرأة ذاتها تشكل قيمة في تلك العصور بل كانت مجرد تابع للرجل و مصدراً لمتعته فقط

الخلاصة في هذا الموضوع أن شعوري بالعدالة تكمن أسبابه في رؤيتي لما تفعله المرأة في نفسها لإرضاء الرجل و جذبه و حرصها الشديد على أن تكون محط الأنظار و هدف عيون و قلوب و عقول الرجال و هي في هذا الصدد تتطرف في أفعالها و تتناسى أنها تعيش في مجتمع عربي متعطش لإشباع غرائزه و هارب بطبيعته القبلية من ثقل المسئوليات و تبعات الزواج ناهيك عن ظروفه الإقتصادية اللتي تمنعه عن سلوك الطريق الصحيح فضلاً عن المؤثرات الخارجية و اللتي أصبحت تشعل الشهوات و تأجج الغرائز في نفوس الشباب اللذي يعاني أصلاً من الحرمان نتيجة مجتمع غارق في الغباء حتى أذنيه و مريض بالنفاق حتى النخاع

و كما شعرت بعدالة العقوبة شعرت أيضاً بالتشفي في المحاكم السعودية عندما كشفت عن سوئتها أمام العالم المتحضر و أكدت للعالم أنها تحكم بمنطق معوج مريض و متطرف يتجاهل حتى أبسط قواعد الإنسانية و رغم تضاد هذا الشعور مع شعوري بعدالة الحكم إلا أنها حقيقة ما شعرت به و لا أستطيع نفاق نفسي و إدعاء البراءة كما تفعل غالبية البشر

المرأة تحمل الكثير من الوزر في واقعة إغتصابها فهي إن لم تكن داعية له قولاً فهي تدعو بأفعالها إليه و بتساهلها و بخضوعها و بتمثيلها الغفلة و الضعف و الغباء و بمحاولاتها المستميتة في جذب الرجال و الأنظار إليها و هي محاولات ليس هدفها بالتأكيد الزواج بل هدفها هو رغبة المرأة الخالدة في أن تكون الأجمل و الأكثر جاذبية و الأكثر رقة و جمال و صاحبة الرصيد الأكبر من إعترافات المعجبين و المحبين و الوالهين و الذائبين في ثنايا أثوابها ذات الرائحة الأنثوية النفاذة الأخاذة ، و إن كان ما سبق هو طبيعة في المرأة يتعذر تغييرها كما يتعذر إيجاد زهرة بلا أوراق فيجب عليها - أي المرأة - أن تتعايش مع طبيعة الرجل أيضاً و لا تشكو منها فليس من العدالة أن يتحمل الرجل طبيعة المرأة في الوقت اللذي تتنصل فيه المرأة من تحمل طبائع الرجل الكريهة بالنسبة لها

و أعترف و لا أنكر أن شعوري بعدالة معاقبة ضحية جريمة إغتصاب قد يراه البعض مرضاً مصيبني و هي آراء أدرك تماماً تكونها في وجدان الكثيرين عني بعدما يقرأوا وجهة نظري و لكني لا أستطيع إخفاء ذلك الشعور حتى لو كان مرضاً فليكن و إن لم يكن مرضاً فليكن ما هو كائن و لكنه شعوري و منطقي و أنا أعترف به

و رغم ذلك و رغم كل ما سبق من شرح و توضيح لأسباب ذلك الشعور إلا أنني أظن أني أحد أكبر المحترمين و المتعاطفين مع المرأة و لكن عندما تكون إمرأة فقط تعرف حدود أنوثتها و لا تتعدى ما خلقت من أجله و تعرف الفرق الحقيقي و الجوهري بينها و بين الرجل و تعرف كيف تحترمه و كيف تتعامل معه و متى تكون ضعيفة معه و متى تكون قوية و تعرف بل و تدرك أنها إذا آثرت جذبه فعليها تحمل عيوبه كما ستستمتع بمميزاته

و رغم عدم تقبلي لشعارات المتشدقين برفض التقليد الأعمى للغرب في هذا الصدد لأني أظن أنه ليس مجرد تقليد بمعناه الحرفي كمحاكاة لتوجهات الغربيين بل هو إتجاه نفسي داخلي إستطاع الخروج إلى الوجود بذريعة التقليد لأن المرأة هي المرأة سواء كانت غربية أو شرقية فلا فرق بين كوندوليزا رايس كإمرأة و بين بي نظير بوتو رحمة الله عليها فكلهن نساء .. رغم رفضي لتلك الشعارات الهلامية من قبل رجال أكثر هلامية إلا أني في إطار البراجماتية اللتي أصبحت مجبراً عليها في ظل الإحتكاك الإجباري بتيارات فكرية مصابة بأمراض العالم كله .. في هذا الإطار أنصح من تقلدن الغرب أن تقلدنه بضمير أو لا تقلدنه نهائياً فإما الكل و إلا فلا فكما لا تتجزأ المباديء و لا يمكن تأويل القيم كذلك لا تتجزأ الرذائل و لا يمكن تأويل الفجور و كما قال مصطفى صادق الرافعي رحمة الله عليه الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة و الفضيلة الكاذبة رذيلتان

هناك 7 تعليقات:

iman يقول...

مرحى، فقد وجدت مقالة أستعيد فيها تاريخ حواراتنا القديمة، أهلا بالمعارك


أنا عن نفسي لا أتفق مع الحكم الصادر، فالاغتصاب ليس كالزنا، والفتاة لم ترغب في حدوث الأمر..نحن لسنا في غابة ولو كان هؤلاء المعتوهين يحملون ذرة رفق لما سمحوا لأنفسهم بما فعلوه،في العصور التي تحدثت عنها لم يكن هناك اغتصاب لأنه كان هناك نبلاء، أشخاص يرفعون قبعاتهم تحية للمرأة، يحترمونها ويقدرونها كما لو كانت جوهرة ثمينة-وهي كذلك-يحمونها ويحافظون عليها، أما اليوم عندما أصبح الأب يعتدي على بناته والفتاة تحمل أطفالا من شقيقها والزوجة تستغفل زوجها الذي يستغفلها بدوره،الآن لم يعد هناك مكان للنبلاء،والذنب ليس ذنب المرأة

هل أخطأت في لقاء الشاب؟نعم
هل أخطأت في ركوب سيارته؟نعم
هل تسببت في اغتصابها؟لا

==========
فهي لم تعد كائن من الدرجة الثانية بل أصبحت كائناً متميزاً له الأفضلية بحكم قواعد الذوق العام و له الأولوية بحكم قواعد الإنسانية
==========
هنا تعترف يا سيدي بأن المرأة كانت كائنا من الدرجة الثانية ذات يوم، لماذا يا ترى؟

==========
لم تكن المرأة ذاتها تشكل قيمة في تلك العصور بل كانت مجرد تابع للرجل و مصدراً لمتعته فقط
==========
إذن فمن الجيد أن ما كان لم يعد كائنا اليوم

==========
شعوري بالعدالة تكمن أسبابه في رؤيتي لما تفعله المرأة في نفسها...ومريض بالنفاق حتى النخاع
==========
المرأة بطبيعتها تحب أن تكون محط أنظار الجميع رجالا ونساءا، ربما كانت ترغب في أن تلقى إعجاب الرجال وغيرة النساء إلا أنها تحب أن تكون محور أي مكان تتواجد فيه، وهنا تختلف الأساليب، فهناك من تعمد إلى ارتداء ملابس معينة ووضع ألوان وأشياء لافتة، وهناك من تعمد إلى التحدث عن ثقافتها وهواياتها وإنجازاتا العظيمة، وهناك من تفعل أشياء أخرى فقط لجذب من حولها...ليست كل النساء سواء، والأمر هنا يتعلق بالخطوط الحمراء التي تضعها المرأة لنفسها اعتمادا على ثقافتها وتدينها وثقتها بنفسها، ولكنها تسعى دائما لتكون جميلة وتسعد دائما بمدحها

========
بل هدفها هو رغبة المرأة الخالدة في أن تكون الأجمل و الأكثر جاذبية و الأكثر رقة و جمال و صاحبة الرصيد الأكبر من إعترافات المعجبين و المحبين و الوالهين و الذائبين في ثنايا أثوابها ذات الرائحة الأنثوية النفاذة الأخاذة
========
صحيح، ولكن كما ذكرت سابقا الأساليب تختلف وليست كل النساء منحطات...وهذا أيضا لا يبرر الاعتداء عليها

========
فيجب عليها - أي المرأة - أن تتعايش مع طبيعة الرجل أيضاً و لا تشكو منها
========
الاعتداء ليس طبيعة في الرجل، وهدف الرجال المشترك ليس أن ينالوا من المرأة كما لو كانوا حيوانات برية، الاعتداء مرض ووباء يحتاج حامله إلى علاج ورعاية خاصة لأنه غالبا ما ينتج عن أضرار طفولة صعبة..لا تقل لي أن ما تفعله وترتديه بناتنا يؤدي إلى الأمر، فأنت بالتأكيد تسمع عن جرائم الاعتداء على الأطفال والرضع والصبيان..ما المثير في طفلة صغيرة؟أو في ولد يلعب بالحي؟

Zeus يقول...

سيدتي الفاضلة

لا أسكت الله لكِ صوتاً

الفتاة لم ترغب في حدوث ذلك .. كلمة كتبتيها بإعتبارها أمر مسلم به و كلك يقين أنني لن أناقش فيها .. رغم أن تلك المسلمة المزعومة هي إحدى ركائز مقالي اللذي ذكرتِ منه ركيزتين و إعتبرتيهما من المسلمات و هما ليس كذلك كانت الجملة السابقة أحدهما و الأخرى هي الجملة التالية:
هدف الرجال المشترك ليس أن ينالوا من المرأة

لا هذه صحيحة و لا تلك السابقة صحيحة

العصور السابقة اللتي تحدثت عنها بإحتمالين أحدهما أن جرائم الإغتصاب لم تكن لتحدث فيهم لأن المرأة لم تتحرر فيهم و بالتالي كانت مملوكة و غير قادرة على التصرف في نفسها و غير قادرة أيضاً على الإعتراض و الرفض و الإحتمال الآخر متعلق بالأول من جانب أن المرأة كانت مهمشة و بالتالي فإن حدث لها حادث إغتصاب فهو أمر أقل من العادي بالنسبة للمؤرخين و بالتالي فهو غير جدير بالذكر في كتبهم التاريخية

تلك العصور رغم ظلامها و تخلفها نسبة إلى عصرنا هذا إلا أنها كانت تحمل ميزات لا نجدها اليوم في القرن الواحد و العشرين و قد برزت سلبيات إندثار تلك الميزات نتيجة التطور الأخلاقي للإنسان

نعم فالتطور ليس بالحتمية إيجابي الآثار كلياً في أي مجال و لكل تطور سلبياته حتى الأخلاقي أيضاً فله سلبيات لا يمكن التغاضي عنها

الركيزة الأولى و اللتي سلمتي بها و هي أن الفتاة المغتصية لم تكن تريد إغتصابها هو أمر مرفوض بالنسبة لي و في ذات الوقت يصعب نفيه أو إثباته أو ربما يستحيل و لكني أرى أن رفض أمر كهذا جاء بديهيا كمسمى نتيجة الحكم الإجتماعي و الأخلاقي و الجنائي لمجتمعاتنا الشرقية أما مشاعر المرأة المغتصبة فهو أمر خاص بها و من الصعب البوح به إن لم يكن من المحال

إنزعي عن مجتمع ما قداسته المنبثقة من العرف و التقاليد و الدين و القانون و دعي أفراد ذلك المجتمع يفعلون ما يشاؤون بالكيفية اللتي يشاؤونها و في الوقت اللذي يشاؤونه و أخبريني عن النتائج

عندما تحل كافة القيود كلية و تمنح الحريات على إطلاقها فلن تجدي لمسلمتيك ثمة وجود فلا المرأة سترفض إغتصابها و لا الرجال سيتظاهرون بسمو أهدافهم منها

المرأة خلقت في هذه الدنيا لإسعاد الرجل و تخفيف المعاناة عن كاهله و راجعي قصة خلق السيدة حواء و الهدف منه و راجعيها في كل الكتب السماوية المحرفة منها و المحفوظة لتعرفي أن المرأة ليست ذلك الكائن اللذي يستحق منحه حريات تضعه على المحك في مجتمع غارق حتى أذنيه في ذكوريته و حرمانه و تشتعل الرغبة في أوصاله

العصور الغابرة وضعت المرأة في موضعها الصحيح و لكنها تطرفت في إهانتها فهي رغم تأخرها في الترتيب نسبة إلى الرجل إلا أن دورها المرسوم تجاه الأجيال التالية و تجاه تنشئة الأبناء دور محوري و حيوي و لا يمكن إغفاله أو نكرانه و لهذه المهمة و لهذا الدور يجب إحترامها و تكريمها و لكن لتكوينها و دورها الحقيقي في الحياة يجب قيدها و تكبيلها أما تركها تحب و تعشق و تهوى و تخرج و تتعرى و تخضع فهنا لا يلوم المجتمع إلا نفسه

الرجل يفهم جميع معاني الجمال و الأناقة و الجاذبية و الأنوثة و غيرها جميعاً بمعنى واحد ذلك أن نظرته للمرأة تلك النظرة اللتي تتغذى على فطرته و تنشأ و تترعرع تحت غطاء حاجته و رغبته ، يفهمها جميعاً بمعنى واحد و هو المعنى الوحيد لوجود المرأة في هذه الدنيا

أما المرأة فهي ليست ذلك الملاك الغافل الهائم بل هي كائن بشري يتغذى و يمرض و يموت و يمتلك جسداً كل ملامحه تشير إلى دوره الحقيقي في هذه الدنيا و يمتلك عقلاً به ما يكفي من الطاقة للتفريق بين حسن الإختيار و قبحه

فتاة القطيف مذنبة و آثمة كما كل الفتيات المغتصبات إن كن هن المذنبات أو بنات جنسهن

أما عن إغتصاب الأطفال فهو نوع من تفريغ لضغوط كونتها إمرأة تظن أن الرجال يفهمون معنى الجمال بنفس الكيفية اللتي تفهمها هي

iman يقول...

سيدي، لست أدري لم تنظر إلى المغتصبات كما لو كن محترفات أقدم مهنة في التاريخ، هن نساء تم إجبارهن على ذلك، تم ضربهن وتقييدهن وجرحهن وشتمهن والعبث بهن، لم يكن ذلك برضاهن ولا أعتقد أن امرأة مهما كانت أفكارها منحرفة سترغب يوما في الوجود تحت رحمة مجموعة بغال، ربما سترغب في التواجد مع شخص ما...ربما رغبت فتاة القطيف فعلا في مرافقة حبيبها القديم وربما كان في نيتهما فعل أشياء لا ندريها ولا نرغب في درايتها، لكنها لم تتمن قط أن يعترض طريقها مجموعة حمقى...وهذه مسألة مسلمة

الأمر الآخر وهو أن الرجال ينظرون إلى المرأة بطريقة معينة فالأمر ليس مسلما، الأمر هنا يتعلق بطبيعة الشخص وليس بفطرته، هناك من يستطيع أن يرى نساءا كاسيات عاريات دون أن يتهجم عليهن، هناك من سيغض بصره وهناك من سيبتسم أملا في نظرة وهناك من سيغازل وهناك من سيسير خلفهن وهناك من سيتربص بإحداهن في آخر الزقاق ليفرغ مكبوتاته...وهؤلاء أيضا لا يمكنك لومهن إن تم الاعتداء عليهن، فهدفهن كان إثارة الإعجاب فقط لا غريزة أخرى

لننظر يا سيدي إلى المجتمع الغربي، هم أشخاص بلا قيود، من أراد شيئا يفعله دون مشاكل، نساء لا يعرفن معنى لكلمة لا، ومع ذلك فنسبة الاغتصاب عندهم مخيفة -جريمة كل أربع ساعات على ما أذكر في أمريكا- مجتمع متحرر ومع ذلك هناك مغتصبون، لماذا يا ترى؟سأخبرك لماذا يا سيدي، لأن المعتدي لا يرغب في مرافقة له، بل يرغب في الشعور بالسيطرة والتملك، يحب سماع الصراخ والبكاء والتوسل، يستمتع بتثبيت فريسة تقاتل من أجل الهروب من قبضته إلى أن تنهار فيتركها ويرحل، لا يعاني حرمانا من أي نوع فكل شيء متاح...ولكي لا نخدع أنفسنا فلدينا كل شيء متاح أيضا، لدينا راقصات ومحترفات وكذلك هاويات يقمن بكوارث لا تصدق ثم يندمن فيما بعد

Zeus يقول...

نظرتي إلى المغتصبات لا تعني أنهن محترفات و لا حتى تشير إلى ذلك المعنى أبداً و لكنها تتشكك في موضوعية الحكم السابق التجهيز للمجتمع و حتى القانون فهناك الكثيرات من النساء يتمنين الإغتصاب و هو أمر متعلق بلذة تعذيب النفس اللتي قد تصل ببعضهن لمستوى المرض النفسي و لما لم نكن بصدد ضم المرضى النفسيين إلى محور حوارنا فسأكتفي بالإشارة إلى أولئك اللاتي يتمنين الإغتصاب لمجرد حبهن في سيطرة و عنف الرجل معهن و صدقيني هن كثيرات

كما يوجد رجال لا يستمتعوا إلا بالعنف مع المرأة و هم رجال طبيعيين هناك أيضاً نساء طبيعيات لا يستمتعن إلا بالعنف معهن و هن بالفعل كثيرات و كثرتهن ترجع إلى فطرة النساء اللتي فطرت على حب القوة في الرجل و تتفاوت تلك الفطرة بين إمرأة و أخرى

صدقيني الحقيقة تختلف كثيراً عن قناعاتك و مسلماتك اللتي ترينها بديهية و فطرية

كان هذا مجرد توضيح لوجهة نظر ربما تكون غريبة لكونها تختلف و بإنفراد عن الإتجاه الفكري العام و لكن القانون الجنائي في شتى أنحاء العالم يستمد مواده من حكم ذكر و دراسته و بالتالي ينقصه حكم الأنثى و بصمتها و حسها الحقيقي و الواقعي و الموضوعي العادل

المغتصبات إن لم يكن مذنبات بأجسادهن فهن يحملن أوزار أقرانهن ممن أججن الرغبة في نفوس الشباب سواء كن عامدات أو غير عامدات

و إذا كانت المرأة في سباقها لإعتلاء عرش الجمال تعتمد على تحمل الرجل لضغوط إغرائاتها و فتنتها دون أن يتحرك له ساكن فعليها أن تتحمل هؤلاء الرجال اللذين فشلوا في تحمل ضغوطها و هي معادلة تتسم بالعدالة و الإنصاف في رأيي المتواضع و تضع الأحداث في مواضعها الصحيحة تماماً

المرأة اللتي لم تبال بتأثير فتنتها و تمادت في إبرازها عليها تحمل مخاطر ردو أفعال رجال لم يستطيعوا مقاومة فتنتها و أمدوا إليها أيديهم لتنهش في جسدها العاري .. هذه هي العدالة و المعادلة و الأفضل ألا تصرخ شاكية حيوانية الرجل لأن ذلك الرجل لم يتحول لحيوان من تلقاء نفسه بل دفعته هي إلى ذلك دفعاً

و بنفس الميزان و القسطاس على كل النساء تحمل أخطاء بعضهن ففتاة القطيف تلك البريئة المسكينة من وجهة نظرك حملت أخطاء نساء أخريات كشفن عن مفاتنهن و أغرين هؤلاء الرجال المغتصبين و لكن هؤلاء الرجال لم يجدوا أمامهم أضعف من فتاة القطيف ليفرغوا ضغوط فرضتها عليهم نساء أيضاً

الصراع الدائر بيننا سيدتي ليس بالصراع الوليد و لا الجديد فالعدالة مخلوق يعود عمره إلى عمر الإنسان و التهاون في تطبيق العدالة هو توأم العدالة

iman يقول...

وأخيرا تمكنت من كتابة تعليقوذلك بالنقر على طرف الإطار المخصص للكتابة وليس داخله(معلومة من أجل المعلقين غيري)

عودة إلى الموضوع

سيدي الفاضل، قلت في ردك السابق(المغتصبات إن لم يكن مذنبات بأجسادهن فهن يحملن أوزار أقرانهن ممن أججن الرغبة في نفوس الشباب سواء كن عامدات أو غير عامدات) قد أوافقك الرأي في هذا الخصوص ولكن، أليست النساء بشرا؟هل سمعت يوما عن امرأة اغتصبت رجلا؟المرأة أيضا تتعرض للإثارة فكما قد يشعل جمالها وتأنقها وعريها نارا يشعل الرجال نيرانا أيضا من مجرد نظرة أو عطر أو قامة وعضلات مفتولة، لكن النساء لا يهاجمن أي صبي عابر لأن رجلا وسيما مر أمامهن قبل دقائق أو ربما رجالا، ترى لماذا؟

Zeus يقول...

< لكن النساء لا يهاجمن أي صبي عابر لأن رجلا وسيما مر أمامهن قبل دقائق أو ربما رجالا، ترى لماذا؟>

من الطبيعي أن نسند الهجوم و الإغتصاب و القوة إلى الرجل فهو مخلوق بهم أما إسناد نفس الصفات للمرأة لإخراجها من المعادلة بريئة فهو بجانب كونه أمراً غير طبيعي و صفات غير موجودة فيها فهو محاولة مكشوفة للتملص من المسائلة و إنحياز صارخ لجنس النساء و بديهياً لا ألومك عليه

بديهياً أن لكل طرف أسلحته و أدواته و إمكانياته اللتي يستطيع بها جذب أو السيطرة على الطرف الآخر فإذا كان الرجل لديه القوة اللتي تفرض رغباته على الجميع فالمرأة لديها الضعف اللذي يفرض تعاطف الجميع معها و المرأة عندما تثار و تتأجج مشاعرها لا تهجم أو تغتصب ( رغم حدوث هذا تاريخياً في قصة النبي يوسف ) و لكنها تستخدم أساليب أخرى علمها لها الصبر اللذي إعتادت عليه بحكم عجزها عن الوصول السريع لمرادها و هو الأمر اللذي تفرضه عليها فطرتها اللتي جائت بها إلى الدنيا مختلفة عن الرجل بقوته و سلطاته و حلوله الفورية

و بالتالي فهي تستخدم صبرها بجانب فتنتها و أسلحتها الماضية للوصول لمرادها و إن كان إختلاف الجنس يطارد منطقية حوارنا و يصيبها في مقتل فالرجل يدرك أنه عندما يغتصب و يرحل لن يتأثر بينما المرأة تدرك أنها ستتأثر و ستخسر و بالتالي فهي لا تقوم بإغتصاب الرجل بالمعنى القريب و إنما هي تغتصب حياته كلها و تستأثر لنفسها بكيانه و جسده و ما يملك و ما سيورثه بزواجها منه في نهاية مطاف إعجابها و عملها الدؤوب على الإيقاع به بين حبائلها و هي عملية بسيطة نتائجها معروفة و مضمونة إلى حد اليقين


من جانب آخر تختلف كيميائية الرجل عن كيميائية المرأة في مسئلة الإثارة الجنسية و هو إختلاف فضلاً عن كونه كيميائي و بيولوجي فهو أيضاً سيكولوجي فالرجل قد لا يستطيع كبح جماح رغبته إلا بتلبيتها و هنا تقع الكوارث بينما المرأة تستطيع كبح جماح رغبتها نظراً لتكوينها الكيميائي و البيولوجي من ناحية و من ناحية أخرى تكبحه مراعاة لظروفها بين المجتمع و مراعاة كذلك لسوء نتائج إطلاق العنان لرغباتها و التاريخ بطبيعة الحال يشهد أن النساء أقل سخونة و ميلاً للجنس من الرجال و هي حكمة إلهية و إلا أصبحت الدنيا غابة

iman يقول...

عودة
لست منحازة إلى جنس النساء، وإنما أنا امرأة وأعرف ما أقوله، في قصة سيدنا يوسف كررت امرأة العزيز محاولتها ولكنها فشلت، لماذا لم يتقد سيدنا يوسف نارا وقام ليلبي رغباته قبل رغباتها؟سأجيبك ((ولقد همت به، وهم بها، لولا أن رأى برهان ربه))أي أنه لو لم يكن عبدا مخلصا لهمت به ولهم بها...أي أن البعد عن الدين يتدخل بشكل أو بآخر في سيطرتنا على أنفسنا وعلى رغباتنا، لو كان هؤلاء يحملون جزء إيمان بسيط لما استطاعوا ارتكاب جريمتهم، لو كانت فكرة الموت والحساب تراوده كل ليلة لما أقدموا على ما أقدموا عليه، حتى وإن كانت النساء سافرات ومثيرات

لم يعد يخيف المرأة أن تدخل في علاقة مماثلة كما كان الأمر في السابق وبالتالي هي لن تخسر شيئا...أما بالنسبة للمرأة التي تحب وترتبط بحبيبها فالأمر ليس بهذا السوء الذي تصوره، لكن رجل اليوم أصبح يفضل إقامة علاقات عابرة والانتقال من امرأة إلى أخرى دون أن يضطر إلى إيجاد بيت ووظيفة قارة ودون حاجة لأن يصرف عليها وعلى أولادها، كما أنه لن يضطر إلى رؤيتها وهي مريضة وغاضبة وشعرها منفوش وملابسها غير متناسقة، فهو يجدهن في لقاءاته أنيقات متعطرات لطيفات وملبيات لكل ما يريده، أليس هذا أفضل؟الرحمة، مجرد هراء سيكتشف ذلك عندما يكبر ويشيخ ليجد نفسه قد عاش وحيدا وسيموت وحيدا، عندها قد يندم على كل امرأة مر بها وأضاعها من بين يديه

كل البشر يستطيعون كبح رغباتهم دون تلبيتها