الخميس، أكتوبر 26، 2006

أحبك في الله يا أخي في الله



من سوء طالع من سيقرأ هذه المدونة أن يرميه حظه العاثر في طريق كلماتي و قد يكون مثلي ( قرفان ) من كل شئ و يريد التغيير حتى لو كان التغيير هو الموت

بما أن المدونات لا رقابة عليها فيمكنني الكلام و الحديث و اللغو و الجدال و اللغط و الصراخ و العويل و البكاء و لكن وحدي

أولى الإنتقادات اللتي أتمنى قولها على الملأ هو حمى النفاق اللتي أصابت الأمة العربية و الإسلامية سواء على المنتديات أو في الواقع .. الغش و الخداع و الوقيعة و الإنتهازية و التسلق و الطفيلية و النفاق هم السمات الغالبة على عموم بل على كل أفراد الشعوب الإسلامية حالياً و تجد كلمات مثل " أخي الكريم " و " إني أحبك في الله " و مثل هذه الجمل البراقة الرنانة تملأ صفحات المنتديات بينما المصالح و العلاقات الجنسية السافلة و الآثمة هي الوضع الغالب

في مصر و في كل بلد يعاني من تدني مستوى المعيشة يتحول الفقير إلى حيوان فهو لا يفكر و لا يبدع و لا يقوم بأي نشاط إنساني راقي بل ما يفعله هو اللهاث وراء لقمة العيش إذا كان رب أسرة أو اللهاث وراء ما بين سيقان و أكتاف الإناث إذا كان غير متزوج و يتم يومه بالأكل و النوم ... و لا يمارس ثم نشاط واحد يدل على أنه أرقى من الكلب !

نعود إلى " إخوتي في الله " القراء الكرام و إن كنت أتوقع ألا يقرأ مدونتي سوى صاحبها فقط و لكن لنأمل

الإخوة في الله ليست مجرد قولاً ليناً و لا هي أمراً هيناً حتى نطلقها بمناسبة و بدون مناسبة كما أننا يجب علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها و كذلك العلاقات يجب أن تتضح فيكون العدو عدواً و الصديق صديقاً أما الزميل - و ما أكثرهم - فيكون زميلاً و لا داعي للنفاق و الرياء و اللعب بكل الأوتار

لا أجد ما أقوله أكثر من ذلك الآن

هناك 6 تعليقات:

Neveen Ali يقول...

يعنى تقصد ان الاخوة في الله صلة لها قدسيتها لا تقال لأي حد الا بشروط

عموما مبروك المدونة واتمنى ان الصحافة الحرة او المدونات يكون لها تأثير إيجابي و الله المستعان

Zeus يقول...

الأخوة في الله ليست من الهوان بحيث كل من هب و دب يصبح أخي في الله أو حبيبي في الله فالأخوان في الله من السبعة اللذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله و قد يكون هذا أكبر دليل على ندرتها

فلنسمي الأشياء بسمياتها و نبتعد و لو قليلاً عن النفاق اللذي أدمناه

غير معرف يقول...

السلام عليكم
أنا معتاد(ة)دائماعلى قول "اخي الفاضل" أما الان فلا أجد لك تعبيرا آخر غير يا صاحب هذه المدونة...
بداية أنا كما سبق وقلت رماني القدر الى هذه المدونة صدفة بينما كنت ابحث في عالم النت..المهم حقا وجدت عندك اهتماما بقضايا كثيرة لكن اكثر المواضيع جلبت لي الاشمئزاز لأنه في رأيي انك لم تستغلها ايجابيا وهذا رأيي والأراء لا تصادر..
المهم كما قلت لاخوة في الله ليست من الهوان..ويا سعد من تآخى في الله..لكن لماذا تحضر علينا هذه النعمة-نظرا لأنك عممت-
كل انسان وبالضرورة يجب ان يكون عنده طموح وهدف وما أسماه من هدف حين يكون خالصا لوجه الله..اذن أنا لما اقول لك اخي لا اقولها نفاقا او لمصلحة بداية لاني لا اعرفك وليست بيننا مصالح,ثم لماذا لا تقول انني ابتغي من ورائها مرضاة الله وهدفي ان اكون من المظللين تحت ظل المولى..فلا تمنع علي ذلك بيد ان ربي سرحه لي..
وهذا رأيي :لا مانع أن تقال كلمة اخي في الله فالاصل اننا اخوة في الله لكن بضغينتنا وحساباتنا الفارغة وجهلنا المضقع افسدنا كل شيء وبدلنا كل شيئ..
"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
في ذمة الله

Zeus يقول...

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

لا أدري لماذا وضعتي تاء التأنيث بين قوسين .. و هل هذا تنويه عن جنسك أو تأكيد له ؟ أم أن لكِ هدف آخر ؟

و أيضاً لا أدري لماذا أكدتي أن الآراء لا تصادر بحيث بعثتي في نفسي شعور بأني أحاكم كل من يناقشني في أمر أو موضوع ما

سيدتي الفاضلة .. هناك عدة نقاط في ردك تسترعي الإنتباه منها ما سبق ذكره و إن كان ما سبق مجرد نقاط هامشية إلا أنها لفتت إنتباهي .. أما ما هو أكثر جذباً للإنتباه فهي ثلاثة أمور :

أولاً إشمئزازك اللذي أأسف كثيراً على كوني كنت سبباً فيه

و ثانياً إنتهاجك لنهج مواز أو مطابق للنهج السلفي في شرح وجهة نظرك

و ثالثاً وجهة نظرك في حد ذاتها

و قبل مناقشة الثلاثة أمور أود شرح أمر ما لعلي أوضح بعضاً مما أشعر أنه فهماً خاطئاً لوجهات نظري

تفضلتي بالإقرار بأنكِ ( معتادة ) و ( دائماً ) على قول أخي الفاضل .. و هو الأمر اللذي يرفضه منطقي و عقلي المتواضعين فالعادة تناقض العبادة على اعتبار أن المعاملات من أحد فروع الفقه و بالتالي فهي عبادة أو كما ذكرتي إبتغاء مرضاة الله و عليه فإني لا أستطيع مناداة الجميع بأخي الفاضل أو الكريم نظراً لكوني لا أعرف مع من أتعامل فقد يكون لصاً أو شيطاناً أو ديوثاً

و بالعودة لملاحظاتي الصغيرة على ردك فإني أكرر إعتذاري عما سببته لكِ من إشمئزاز حتماً لم أتعمده و كنت أتمنى أن تخوضي غمار أي موضوع أثار اشمئزازك لتنيري بصيرتي بأخطائي اللتي رأيتيها فلعل قبسك يفسح أمامي طريق تغيير فكري المثير لإشمئزاز البعض ، على أني لا أعتبر وجهة نظرك هي رأي كل الناس و لكني أحترمها كما أحترمك كفكر و عقل تفضل و أسدى لي النصيحة و لكنه لم يوضحها بما يكفي فأرجو الإستزادة

أما ملاحظتي الثانية على تعليقك و اللذي جاء في ثوب السلفية و لا أظنك تتعمديه .. الأمر المستفز للغاية في الأسلوب السلفي في النصح و الإرشاد هو إعتقاده الراسخ بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة و كل ما عداها باطل و كل من خالفها كافر أو بطريقه للكفر و هو الأمر المنفر و المقزز في ذات الوقت كما أنه إرهاباً فكرياً صريحاً .. و قد يكون للنشأة الفكرية اللتي اعتمدت على القمع الفكري دوراً بارزاً في تبلور هذا المفهوم في اللاوعي العربي الإسلامي و لكنه ليس موضوعنا .. سيدتي الفاضلة كما أنك تمتلكين منطقاً فغيرك أيضاً يمتلك منطق و لديه القدرة على الرد و التفنيد

أما ثالث ملاحظاتي و أعتذر عن الإطالة هي أن رفضي لكلمة أخي في الله ليس لسوء ظني في قائلها من كونه يبتغي نفع أو مصلحة شخصية و لكن رفضي لقولها لأنها أكبر و أقدس بكثير من العلاقات الهشة اللتي تعتمد الأخوة في الله شعاراً لها فمن نماذج الأخوة في الله علاقة أبي بكر الصديق و رسول الله صلى الله عليه و سلم فهل ترين ثم ما يتقارب من سمو هذه العلاقة بيننا اليوم ؟

إن الأخوة في الله قائمة على حب الله و ليست قائمة على حب الإنسان .. حب الحق و الخير و العدل و الإنصاف و الإحسان و رفع الظلم و دفع البلاء و كف الأذى و الإيثار و الوفاء و الإخلاص و الصدق و الرحمة و حب كل ما وصف الله به نفسه العلية من صفات ... إذا وجدتِ شيئاً مما سبق في عالم اليوم فحتماً ستكون أخوة في الله

غير معرف يقول...

السلام عليكم
بالنسبة لي..قد لا أجد التعبير المناسب للفت انتباه الذي أخاطبه غير قول:"أخي"! وقد لا أهتم غالبا بمعنى أنني اخاطبه كـ أخ! لكن لا يعني ذلك أنني أقصد شيئا من الذي قلته! ...فهذه الكلمه تغنيني عن مناداة الشخص باسمه مباشرة!! وانا افضلها عن مناداته

وجزاكم الله وايانا كل خير

Zeus يقول...

الرقيقة فرح

شرفني تواجدك في مدونتي المتواضعة و زادني شرفاً إهتمامك و تعليقك اللذي يدل على رقة و رهافة إحساسك

لقد اعتدنا منذ وقت ليس بعيد على ألا تحمل كلماتنا معانيها فنقول كلمات لا نعنيها و لا ننتظر نتائج لمعانيها الحقيقية ككلمة أخي و عزيزي و سيدي و كذلك في معاملاتنا اليومية نقول كثيراً مما لا نعني رغم كون هذه الكلمات قد تعني الكثير للمتلقي بعكس ما نعتقد

أما ما أعنيه أنا بالنقد هنا ليس فقط كلمة " أخي في الله " و لكن ما تحمله من معاني فمشكلتي أنني لا أقبل تجزيء المباديء و أصر على تسمية الأشياء بمسمياتها فلقد تعلمت و تعلمنا جميعاً أن علاقتنا الإنسانية لها مسميات تختلف بإختلاف طبيعة العلاقة و شكلها و مدى قوتها أو ضعفها ، لذلك فمن الأفضل لنا جميعاً أن نبحث عن الحقائق و نضع الأسماء المناسبة لعلاقاتنا الإجتماعية حتى لا ننزلق إلى منحدر النفاق أكثر مما نحن غارقون فيه