الجمعة، يناير 12، 2007

جورج دبليو بوش و استراتيجيته الجديدة

دموع في عيون وقحة

نقلت تلك الصورة لدمعة جورج بوش و اعتبرتها من أبلغ ما يمكن من تعبير لوصف إستراتيجيته الجديدة في العراق و كنت أأمل العودة سريعاً لكتابة تعليق و لكن منعتني الظروف
لم يكن جورج بوش رئيس أقوى دولة في العالم بكل ما تحمله الكلمة من معان يتصور يوما أن يجد نفسه في هذه الورطة الكبيرة ، لقد كان الرئيس الأمريكي - المتنبيء - يتصور أن حرب العراق نزهة في الشرق الأوسط ستنتهي بمنحه جائزة نوبل في السلام أو في مكافحة الإرهاب أو في كليهما ، كما لم يكن يتوقع يوماً أن يتخلى الشعب و الكونجرس عنه دفعة واحدة هكذا دون وجود فرصة واحدة أمامه للنجاة فقد أصبح وحيداً في مواجهة العالم بأسره كما بدأ حرب العراق وحيداً و ضد إرادة المجتمع الدولي
لقد بكى الرئيس الأمريكي سياسياً عندما أعلن حاجته لمساندة دول عربية لا تعني شيئاً أمام قوة و سطوة الغرب و أمام التفوق الأوروبي و بكى عسكرياً عندما أعلن خطته في إرسال 21500 جندي إلى العراق و بكى تشريعياً عندما حاول خطب ود الديموقراطيين و خاصة نانسي بيلوسي رئيسة الكونجرس الجديدة و بكى في صمت عندما وجد معظم الجمهوريين قد انفضوا من حوله ليتركوه يواجه مأساة بلاده وحيداً
و قد أعلن بوش في بداية غزوه للعراق أن تحرير العراق من الطاغية صدام و إقامة ديموقراطية عربية على الطريقة الأمريكية في صالح دول المنطقة و شعوبها رغم أن العراق بطاغيتها كان ركيزة أساسية في صد و تحجيم المد الإيراني و الآن هو يعلن أن عدم إقامة دولة و حكومة مسيطرة في العراق لن يكون في صالح دول المنطقة رغم أن العراق الجديد أصبح مقاطعة إيرانية جديدة و أوقد الفتن الطائفية في كل حدب و صوب
لقد وجد بوش نفسه يخسر كل شيء في تتابع سريع دون أن يستطيع الفوز بأي شيء فقد خسر الحرب على الإرهاب بشكل صارخ و يشهد يورانيوم إيران المخصب على ذلك .. و خسر الحرب على الإرهاب عندما ظهرت الحركات الإسلامية - الإرهابية كما يحلو له تسميتها - و وصلت بعضها إلى سدة الحكم كما في فلسطين .. و خسر الحرب على الإرهاب في لبنان و خسرها في الصومال و أفغانستان ، و أدت تصرفاته الرعناء إلى انتشار الفتن و الإحتكاكات الطائفية الداخلية و نمو نفوذ كل الحركات و الأحزاب القائمة على أساس ديني .. و لعب مشهد إعدام صدام دوراً لا بأس به في تكبيد بوش خسارة جديدة
لقد أصبح بوش كالطفل اللذي أفسد كل شيء بجهله و رعونته و الآن يستنجد بالدول المعتدلة لتمسح له ... دمعته و هي - أي الدول المعتدلة - في أمس الحاجة لمن يمسح لها أنهار الدموع اللتي تسبب فيها بوش

هناك تعليقان (2):

iman يقول...

ربنا ياخده

Zeus يقول...

ربنا هياخده طبعاً لكن الأفضل اننا نتشفى فيه قبل ما ربنا ياخده