الخميس، ديسمبر 07، 2006

السلام مع إسرائيل .. وسيلة أم غاية ؟ ..الجزء الأول

إسرائيل دولة يهودية معلنة عن أيديولوجيتها بكل وضوح و تتبني الفكرة الصهيونية كمرجع أساسي لسياساتها المستقبلية و تتلخص الفكرة الصهيونية في أن لليهود حقوقاً لابد من إسترجاعها في أراضي عربية كثيرة بداية من العراق ( بابل ) مسقط رأس أبو الأنبياء و جد النبي إسرائيل ( يعقوب عليه السلام ) و مروراً بأرض الحجاز ( المملكة العربية السعودية ) و مقام جد نبي الله إسرائيل ( مقام إبراهيم ) و كذلك فلسطين ( أرض كنعان ) و اللتي استوطنها نبي الله داوود و من بعده ابنه سليمان حيث بنى الهيكل ، و كذلك اليمن حيث كانت مملكة سبأ و اللتي أسلمت على يد نبي الله سليمان ثم مصر حيث أقام نبي الله يوسف و من بعده نبي الله موسى و سيناء حيث ابتلى الله قوم إسرائيل بالتيه و انتهاءاً ببيت لحم مرة أخرى حيث ميلاد المسيح عليه و على نبينا الصلاة و السلام .. و تتبني الصهيونية فكرة إسترجاع هذه الأراضي بإعتبارها مجتمعة أرض الميعاد حيث تقول التوراة أن الله عز و جل قد وعد بني إسرائيل بظهور ( الماشيح ) المسيح في آخر الزمان و جمع شتاتهم في الأراضي اللتي عاشوا عليها و مركزها يقع بجوار جبل صهيون في القدس حيث الهيكل اللذي بناه نبي الله سليمان
و لكن اليهود يسقطون من حسابهم أرض الحجاز إما مؤقتاً حيث لا قبل لهم بمواجهة المسلمين و إما نهائياً فقد يكونوا قد تنازلوا عن هذه البقعة الهامة بالنسبة لهم بسبب يأسهم من الحصول عليها بطبيعة الحال
و قد ولدت الصهيونية كفكرة في عام 1897 متأثرة بظهور شعور الكراهية الأوروبي للجنس السامي حيث كان اليهود في أوروبا يعتاشون من الأنشطة الربوية و تمويل المشروعات و رهن العقارات و غيرها من المجالات المالية فيما كان القليل النادر منهم من أصحاب الحرف أو المتعلمين فقد كان حاخاماتهم يحرمون التعلم بغير التوراة
و لكن شعور الكراهية الأوروبي لليهود لم يثمر تهجيرهم إلى بقعة بعينها من العالم فقد كانت المستعمرات البريطانية لا تغرب عنه الشمس و في ذات الوقت كانت أرض فلسطين مستعمرة عثمانية أو قل أرض عثمانية و هكذا اتجه الفكر الأوروبي الهادف إلى التخلص من اليهود إلى مناطق مثل الأرجنتين كونها مستعمرة بريطانية أو كينيا في أفريقيا و لكن تيودور هرتزل الصحفي النمساوي اليهودي و الناشط الصهيوني و الداعي الأول لإقامة دولة يهودية على أرضهم التاريخية أبى إلا أن تكون الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين و رغم رفض الإمبراطورية العثمانية لهذه الهجرة إلا أن حلول عام 1918 حيث تفككت الإمبراطورية العثمانية كان كفيلاً بتغيير أطراف المعادلة فقد وقعت فلسطين تحت الإنتداب البريطاني و أصبحت مجالاً خصباً لتهجير اليهود إليها و رغم إعتراض العرب الفلسطينيين على الهجرة المنظمة من يهود أوروبا إلى أرض فلسطين إلا أن اليهود استطاعوا تكوين الصندوق القومي اليهودي في عام 1901 ثم البنك الأنجلو فلسطيني في عام 1903 و بالطبع فقد تكونت ميليشيات يهودية مسلحة على أرض فلسطين من أجل ردع العرب عن مهاجمة المستوطنين الجدد .. و لم تلبث أن أعلنت دولة إسرائيل بعدما أعلنت القوات البريطانية نيتها الإنسحاب من فلسطين في العام 1947 وفي 29 نوفمبر من نفس العام، أعلن مجلس الأمن عن تقسيمه لفلسطين لتصبح فلسطين دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية و قد اندلع حينئذٍ القتال بين العرب و اليهود و لكن القادة اليهود لم يتركوا الفرصة ليعلنوا قيام دولة إسرائيل في 14 مايو 1948 ثم أخذت الميليشيات اليهودية في تجميع أطرافها لتكون في النهاية قوة دفاع إسرائيل
و قد كان للرئيس الأمريكي هاري ترومان الفضل الأكبر في الضغط على عصبة الأمم ( الأمم المتحدة ) للإعتراف بدولة إسرائيل
و هكذا لم يخل الطريق إلى قيام الدولة اليهودية من أمرين :
أولهما الدماء و العداء و القتل و الحروب و سفك دماء العرب ، و ثانيهما المساندة و الدعم من دولة كبرى حيث لا يمكن لإسرائيل أو لليهود العيش دون الإعتماد على دولة عظمى تحقق لها ما تعجز عن تحقيقه بنفسها و بالطبع لم تتعاطف بريطانيا أو فرنسا مع اليهود إلا للتخلص منهم و لكن و للأسف فإن التعاطف الأمريكي مع اليهود لم يكن لنفس السبب بل كان لأسباب مرتبطة بالعقيدة المسيحية و اليهودية فعودة المسيح أمر مشترك بينهما ( و بيننا أيضاً ) و لكن العامل المشترك بينهما هو أرض الميعاد
و للحديث بقية ........

ليست هناك تعليقات: