الأربعاء، ديسمبر 13، 2006

السلفية مرة ثالثة

في خبر جاذب للإنتباه على موقع الجزيرة يدعو علماء و مثقفون سعوديون إلى دعم أهل السنة في العراق ضد الشيعة
وصلة الخبر :
و في متن الخبر تجد مسميات غليظة من عينة ( الروافض ، الصفويون ، الشيعة .. ) و في المقابل في تعليقات القراء تجد الرد حاضر ( الوهابيون ، النواصب ، السلفيون ، السنة .. ) و هكذا .. بالطبع لا يخفى على طفل صغير يتابع الحراك السياسي العربي طبيعة الصراع الأزلي بين السعودية و إيران منذ حرب العراق و إيران و حتى الآن و التصفيات الطائفية في العراق و اللتي لا تفرق بين شيعي و سني و مسيحي و غيرهم
ما زالت المملكة العربية السعودية تعيش في العصور الوسطى بل تعيش في عصور ما قبل التاريخ و كذلك علمائها الأفاضل فلم تؤثر الحداثة و دولة المؤسسات و ينابيع النفط اللتي لا تنضب و أنهار الأموال الجارية و قنوات الـ sex العربية لأصحابها من أمراء المملكة الغراء .. لم يؤثر رفض غالبية العلماء لفتاوى علماء السلفية .. لم يؤثر تمرد عامة المسلمين على فتوى بن جبرين المشهورة بتحريم الدعاء أو نصرة حزب الله على اليهود .. لم تؤثر فضيحة صفقة الأسلحة البريطانية و الرشاوى و العمولات .. كل مستحدثات العصر و مقوماته لم تثر في الوجدان القبلي البدوي السعودي شيئاً و لم تغير نظرته المقيتة للعالم فما زالت السعودية تنظر لإيران نظرة الطائفية و المذهبية
من الواجبات الأساسية على المسلم إحترام علماء الدين و لكن ماذا لو وضع العلماء أنفسهم في غير موضع الإحترام ؟ و ماذا يفعل المسلم حيال ذلك ؟
إن نظرة سريعة على حوارات المنتديات العربية تشي بحال العرب المتردي إلى الهاوية فالصراع في العراق تحول على المنتديات إلى صراع طائفي مذهبي .. السني يتعصب لمذهبه منتقداً الشيعي و الشيعي يبادله نفس الدور و يرتكن الجميع إلى الوضع في العراق
و لكن هل النظرة السعودية للعراق حريصة فقط على أهل السنة هناك أم أن لها أبعاداً سياسية أخرى ؟
لا شك أن بعض العلماء تحركهم السلطة لا سيما في السعودية فقد أتحفونا بفتوى تحرم مقاومة الأمريكان في العراق ثم تلتها فتوى تبيح جهاد المحتل الغاصب و يتم صناعة الفتاوى في السعودية حسب الطلب السياسي و لا يهم تأثيرها أو إنعكاساتها على التابعين المخلصين و اللذين يظنون بالعلماء حسن الظن
بينما أصبح الدين و شريعة الله عُرضة للنقاش و الجدال و الإعتراض من المثقفين و الفنانين أتى من يهاجم هؤلاء المتشدقين بالدين دونما علم به و الآن و نحن نستمع لعلماء من أطهر بقاع الأرض ، أرض الرسالة .. أرض تحمل على سطحها الكعبة المشرفة و قبر الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم .. أرض يقصدها طوال أيام السنة آلاف من المسلمين للحج أو للعمرة .. هؤلاء العلماء لا يقيمون للسلف الصالح وزناً رغم رفعهم شعار السلفية .. و لا يعتبرون بآراء الأئمة الأربعة و يقولون هم رجال و نحن رجال .. لذلك خرجت من بين أناملهم فتاوى مهدت لاقتلاع الإسلام من جذوره على أيدي الأمريكان و الأوروبيين .. فتاواهم اللتي أنجبت أسامة بن لادن و الزرقاوي و جماعات التكفير و الجهاد و نتج عنها 11 سبتمبر أو هكذا قيل .. و هكذا ألبت فتاواهم العالم كله على الإسلام و من يعتنقه رغم أن المشكلة أبداً لم تكن في الدين بل فيمن يعتنقه و يعمل به و يوظفه لخدمة غرض شخصي أو قضية قومية في حين لم يكن للدين وزراً و لا دوراً في قتل الأبرياء و ترويع الآمنين و سفك دماء المدنيين بما فيهم من نساء و أطفال و شيوخ و عجزة
لقد خرج التشدد إن لم يكن الإرهاب من قلب الجزيرة العربية رغم ثرائها المادي و لعل الثراء كان دافعاً للقتل و لم يكن دافعاً للعلم و التعلم
أقول لهؤلاء المثقفون و العلماء أفيقوا و انهضوا من غفوتكم بل غيبوبتكم اللتي دخلتموها منذ قرون و تأبون الإفاقة فها هو العالم يتقدم و يتعلم و يرتقي و أنتم تبتاعون الحضارة بنقودكم لا تولون صنعها اهتماماً فقط تشترون و لا تبالون .. أقول لهم إن إيران اللتي تصمونها بالشيعية و كأنها وصمة عار قد توصلت لتخصيب اليورانيوم و ستتوصل حتماً للسلاح النووي و أنتم تزجون إوار نيران الفتنة اللتي ستأكلكم في النهاية فما بين متشدديكم و ما بين السلطات ما صنع الحداد و ما أنتج نافخ الكير من سعير ، و ها هو حزب الله اللذي حرمتم مجرد الدعاء له يهزم إسرائيل اللتي تستبيح أعراض العرب بلا حسيب و لا رقيب فأين أموالكم من هذا .. أين نفطكم و حصائل سياحة الحج و العمرة أين مساعداتكم للمسلمين يا أهل الحرمين الشريفين ؟
سادتي العلماء إننا في زمن العلم و التقدم .. نحن نحيا في عالم تحكمه دساتير و قوانين لم تستق موادها لا من القرآن و لا من السنة و هو واقع الحال للأسف فلنتعايش مع واقعنا و نتأقلم معه فرفضنا له لن يزيدنا إلا خسراناً و دماءاً زكية تسفك على خلفية الجهاد .. ليس للفوارق المذهبية أي تأثير في أنظمتنا الدولية فحتى مملكتكم السعودية تنصلت من ألقاب أرضها المباركة و حولتها إلى ملكية خاصة لآل سعود و تنازلت عن الخلافة و الحكم الإسلامي و حولته إلى مملكة فإن كنتم مصلحين فلتصلحوا ذات بينكم قبل أن تصلحوا غيركم و الأفضل ألا تراقبوا أخطاء العالمين و لكن تطلعوا لتفوقهم و حاكوه لعلكم ذات يوم تذكرون على صفحة ذهبية من صفحات التاريخ بدلاً من ذكركم في عناوين صفحات جرائم التاريخ

ليست هناك تعليقات: