الجمعة، ديسمبر 01، 2006

السلفية مرة أخرى

مرة أخرى و بالتأكيد ليست أخيرة أفاجأ بفتوى تقطر سلفية لا عقلانية و لا منطقية تحاكم كل أهل الأرض و تحكم عليهم بجور و ظلم رهيبين دون أدنى إعتبار لسماحة ديننا الحنيف .. و اليوم حتى لا أحاكم كما حوكمت في السابق على إيرادي مجموعة عناوين لفتاوى عجيبة ، جئت لكل قاريء بمصدر الفتوى في وصلة تهون علي و على كل من يجد في كلماتي ظلماً للفتوى و المفتي و منهجه أن يراجعها من مصدرها الأصلي ..
عنوان الفتوى يقول : ترك الصلاة يبطل عقد النكاح
و بناءاً عليه قطع الشيخ عبد العزيز بن باز بأن أي زوجين أحدهما لا يصلي فعقد نكاحهما باطل !
يترتب على هذا أن معاشرتهما لبعضهما البعض تصبح زنا و يترتب أيضاً أن أبنائهما هم أبناء زنا .. بيد أن الشيخ بن باز لم يذكر تلك النتائج في فتواه و لكنها نتائج طبيعية و منطقية لبطلان عقد النكاح
إذن فغالبيتنا أبناء زنا و هكذا تسري علينا أحكام أبناء الزنا حيث ولد الزنا يلحق أمه و لا يتبع أباه كما أنه لا يرث .. فليذهب كل من كان أحد والديه تاركاً للصلاة إلى مصلحة الأحوال المدنية و يقول لهم أن إسم والده قد تغير ! و عندما يسألوه عن إسمه الجديد فليقل .. لا أدري !!!!! .. و عليه أيضاً أن يتنازل عن ميراثه للفقراء .. و لكنهم قد يكونوا أيضاً من أبناء الزنا .. فليتنازل إذن عن ميراثه للا أحد !!!!
بالإضافة إلى ذلك فيمكنني أن أنكح زوجة جاري اللذي لا يصلي باعتبار أنها مكرهة على الزنا أو لا تعلم و بأخذ فتوى الشيخ بن باز بعين الإعتبار فأذهب متوسطاً كوكبة من أهلي إلى أهل زوجة جاري و أطلبها للزواج .. و أعتقد حينها أنني سأتعلم علامة جسدية لن أبرأ منها ما بقى لي من العمر ، أو ستنتهي بي الليلة نزيلاً معززاً مكرماً في
إحدى دور الصحة العقلية أو النفسية
و لا أدري كيف توصل العالم الجليل لهذه النتائج في حين أن المسلم يحل له الزواج من كتابية و هي بداهة لا تصلي بل لا تقيم أي شعيرة أو عبادة من عباداتنا فكيف بنا الموازنة بين فتوى ابن باز و بين ما نعلمه من ديننا ؟
عجباً ثم عجباً ثم عجباً لهؤلاء العلماء العظام اللذين يتركون أهم فريضة إسلامية و هي التفكير و يلقون بأحوال مجتمعاتهم إلى القمامة و يفتون على ظواهر النصوص كأجهزة الحاسب الآلي .. بل هم حتى لا يعتبرون بنصوص أخرى لا بظاهرها و لا بفحواها فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن التوحيد كفيل بإدخال صاحبه الجنة .. فليتفضل الشيخ بن باز بأخذ ظاهر هذا الحديث كما يأخذ بظاهر كل الأحاديث اللتي يستشهد بها في فتاويه ..
لا أدري إلى إين يقودونا علماء السلفية و لا أجد في إدعائهم بأنهم يتبعون منهاج السلف نصياً ثم أمل .. فقد كان السلف يجتهدون و يفكرون و يستنبطون من فحوى الآيات و معاني الأحاديث فلماذا لا ينتهج علماء السلف الحاليين نفس النهج فهم يدعون أنهم تابعون لنهج السلف الصالح و الصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعاً .. فأين عقولهم من هذا النهج اللذي يزعمون
الحقيقة أنهم لا يعتبرون أنفسهم أهلاً للإجتهاد بجوار أشخاص الصحابة و التابعين فهم على وجه العموم ناقلين لأقوال الصحابة و التابعين إذا تعذر وجود نص قرآني أو حديث صحيح للدلالة على إفتاءاتهم .. هم إذن معتقدون أن عقولهم و علمهم أقل من أن يجتهدوا و يستنبطوا رغم عدم صحة ذلك منطقياً و عقلياً و نقلياً لأن ضرورة وجود علماء شرعيين تنفي ضرورة إتباع ظواهر النصوص فإذا كنا سنكتفي بما ورد من فقه و آراء من عصور الصحابة و التابعين فلسنا في حاجة إلى عالم فقيه بل نحن حينئذٍ في حاجة لعالم مؤرخ و ما لنا حينها في الفقه من ضالة ..
هذا بالإضافة إلى أن العصور تتغير و المجتمعات تنضج و ترتقي و على سبيل المثال فإن التقدم التكنولوجي اللذي حدث في القرن الأخير يساوي كل تقدم حضارات التاريخ القديمة مجتمعة و حيث أن الإسلام لا يتغير و لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فقد وجب التجديد .. التجديد و ليس الإبتداع و هناك فرق فتحديات العصر الحالي و مؤثراته تفتقر إلى مفاهيم تقريبية للأحكام الفقهية الصحيحة دون تفريط أو إفراط فكلاهما خطأ ..
لا يمكننا إذن أن ننحو في عصر الطاقة النووية ما كان ينحوه فقهاء الدولة الفاطمية في التعامل و معالجة قضايا المجتمع و حاجاته و الأدلة ليست ببعيدة كزواج المسيار مثلاً حيث أصبح زواج المتعة هدفاً في المجتمع الفقهي السني و لكن العناد و الكبر و النعرة القومية و كذلك خوف التداعيات مؤثرات قوية في إبتكار مسميات جديدة فقط لمخالفة الآخر في المعنى رغم التطابق الشبه كلي في الحكم و الحكمة
كما أن إحترام العقل و وضعه في نصابه الصحيح دون تغليبه على حكمة الخالق جل و علا و دون إلغائه كلياً بالخشية المريضة من الوقوع في الخطأ و المحظور و هو الإبتداع واجب و فريضة حتى لا يتحول المسلمون إلى أطفال رضع يلحقون العلماء في كل شاردة و واردة دون أدنى إعتبار للعقل صاحب الفطرة السليمة و المنهج الصحيح .. و حين قال صلى الله عليه و سلم لوابصة " استفت قلبك : البر ما اطمأنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك " كان لهذه المقولة حكمة و أرساء لمبدأ شرعي هام و هو الإعتداد بسلامة الفطرة و طهارة القلب إذا لم يثبت العكس ، و حتى إذا ثبت العكس فكل ما قـُصد به إعوجاج في سلامة الفطرة وُصف بالمرض " فيطمع اللذي في قلبه مرض " و هو وصف رحيم من أرحم الراحمين لأن المرض يُعالج و يبرأ منه المريض بإذن الله و ليس معنى المرض كمعنى " ختم الله على قلوبهم " فشتان بين مريض و بين صاحب عاهة مستديمة لذا فإن وجوب إحترام العقل و قياسه و نتاجه فرض عين حتى أن ذهاب العقل يوجب رفع القلم و يعطل التكليف
فأين علماء السلفية من كل هذا و أين إحترام العقل لديهم و تأطير قياساته و نتاجه .. بل أين هم من الإجتهاد العقلي و ليس النقلي ؟

هناك 6 تعليقات:

Neveen Ali يقول...

دى نكته و لا استهبال و لا ايه بالظبط
طب مرة قريت قبل كده فتوي برضك لنفس العالم ان اللى تعمل شعرها كحكة تعتبر من اللى الحديث قال عليهم عاريات مائلات مميلات رؤؤسهن كا اسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها
و فتوى تانية ان المرأة تقعد قدام محارمها زى ابوها و اخوها بالحجاب كامل ميبانش منها الا وجهها و كفيها
و خد عندك من ده كتير

معلش ربنا يشفي

غير معرف يقول...

الله المستعان
أولا: تارك الصلاة كافر بإجماع الأمة و الخلاف هل كفره مخرج من الملة و لا لا

ثانيا:الفتوى موضحة - سيادتك قلت إن المسلم ينكح الكتابية و ده صحيح و لكن لا ينكح الكافرات-

ثالثا:طبعا لو علمت الزوجة و الزوج إن ترك الصلاة كفر و مثلا هى بتصلى و زوجها لا يصلى فهذه الحالة ينصح الزوج و يستتاب و ده لتجنب ان الزوج يكون معذورا بجهله و الزوج نفس الكلام فى زوجته.

سؤال: حضرتك بتقدم النقل على العقل؟و لا العقل على النقل؟و هو حضرتك اصولى قصدى يعنى دراستك أزهرية؟و لا ده أجتهاد؟

Zeus يقول...

منة الله شكراً لتواجدك اللذي عطر المدونة و أزكاها

و لنا الله في علماء السلفية

Zeus يقول...

السيد المناقش المجهول

أما أولاً فلا إجماع على كفر تارك الصلاة و أنعش معلوماتك عزيزي فقد قال كل من أبو حنيفة ومالك والشافعي‏ أن تارك الصلاة ‏فاسق ولا يكفر و لكن اختلفوا في العقاب فقال مالك و الشافعي يقتل حداً و قال أبو حنيفة يعزر و لا يقتل .. و هكذا لا إجماع على كفر تارك الصلاة كما ادعيت

أما ثانياً فقد دحضتها مناقشة أولاً و من وجه آخر فالكتابية مشركة بإجماع الأمة أيها العزيز الفاضل فهل لا ينكح المسلم كافرة و يحل له نكاح المشركة ؟؟؟

أما ثالثاً فكونك أيقنت بكفر تارك الصلاة فعليك التعامل مع المجتمع من هذا المنطلق و لتخبرني عن أحوال أبناء تاركا الصلاة أو أن يكون أحد الوالدين تاركاً للصلاة في حال الميراث و النسب

أما عن سؤالك الأول فأنا أقدم العقل عل النقل .. بعكس الكثير من الأئمة اللذين يقدمون النقل على العقل و ذلك يؤدي إلى تنافي المنطق مع النص حتى لو ثبت إسناده قطعاً

أما عن سؤالك الثاني فلا شأن لك بدراستي أو توجهاتي أو إجتهادي .. فقط أمامك أفكاري فلتتفضل بمناقشتها أو لا تناقشها فلك مطلق الحرية .. أما ما يخص شخصي المتواضع فهو ملك لي إلا لو كنا سنتناسب فقط عندئذٍ سوف أخبرك عما تريد !

iman يقول...

السلام عليكم

أولا الحمد لله على سلامتك

ثانيا لست أدري من أين يأتون بهذه الأفكار والأحكام الجديدة، لم أسمع قط بأن تارك الصلاة كافر سمعت فقط أن من يكفر شخصا دون يقين ينقلب الأمر عليه ويكون هو الكافر...أي حديث هذا الذي يبطل عقد النكاح إذا كان أحد الزوجين لا يصلي؟
وإذا كان الأمر كذلك، ما حكم زوجين أحدهما يسكر؟وزوجين أحدهما يدخن؟وزوجين أحدهما لا يحب شرب الحليب؟

وبالنسبة للأخ المجهول...يبدو أنني سأستعيد بعض أيامي الماضية إن عدت للنقاش بهذا الشكل

شكرا

Zeus يقول...

الجميلة الرقيقة كونان

لو كان الأمر بيدي لمنعت كل ما يؤذي مشاعرك من الوصول إليكِ .. و لكنها الحياة

أما عن حكم شرب الحليب فهو يعتمد على نوعية الحليب و كمية الدسم فيه و هل هو نيدو أم شيء آخر .. و لا تنسي المقاطعة

بالنسبة للزميل المجهول فأراه غيوراً على دين الله و أحترم فيه هذه الحمية و لكني ألومه على العاطفية اللتي تسبق - أحياناً - العقل لديه

نورتي المدونة بتواجدك فيها يا كونان