الاثنين، مارس 14، 2011

عيوب ثورة 25 يناير

كلما تذكرت مصر قبل 25 يناير أشعر بالغثيان خاصة بعدما عرفت الكثير - و ليس كل - من قضايا الفساد و الفاسدين و المنتفعين و غيرهم ممن أضاعو على مصر سنيناً كان يمكننا خلالها مناطحة ماليزيا إقتصادياً

و لكن كلما يمر يوم على مكاسب ثورة اللوتس كلما شعرت أن هناك خلل في تلك الثورة أو ربما يكمن الخلل فينا نحن نتيجة حكم فردي شمولي إستمر لأكثر من نصف قرن

أبدأ يومي بالبحث عن جديد السياسة و ما أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة فأجد الكثير من التقدم بإتجاه الدولة المدنية كما وعد الجيش و أجد كذلك الكثير من الإلتزام بمحاربة الفساد و الفاسدين و لكن دائماً ما تكون النتيجة غير مكتملة ، فمثلاً يحترم الجيش رغبة الثوار في حل مجلسي الشعب و الشورى و لكن لا يحترم نفس الرغبة في رفع قانون الطواريء و لا يحترم نفس الرغبة في إقالة حكومة الفريق أحمد شفيق

لم نسمع بعد عن مصائر كبار الحرس القديم و هم بالتأكيد كبار لصوص المال العام كأحمد فتحي سرور و صفوت الشريف و مفيد شهاب و اللذي فوجئت بالأمس بترشيحه لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية ثم فوجئت أيضاً بسحب هذا الترشيح و إستبداله بالدكتور مصطفى الفقي و هو أيضاً من رجال نظام مبارك

لم نسمع عن زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية أو عمر سليمان أو جمال و علاء و سوزان مبارك أو مبارك نفسه و ما كدسه من ثروات و أموال لا ندري مصادرها

هناك خلل ناتج من الفصل الكبير بين من قاموا بالثورة و من نجحوا فيها فاللذين قاموا بالثورة هم شباب مصر و من ثم إلتفت حولهم جموع الشعب لعدالة مطالبهم و مشروعيتها ، و لكن اللذين نجحوا في الثورة هم ضباط المجلس الأعلى للقوات المسلحة و هم من تسلموا الحكم و هم من يقبلوا بعض مطالب الثوار و يصمتون أمام المطالب الأخرى

لقد سمعنا جميعاً أن الرئيس السابق حسني مبارك تنازل عن الحكم بشروط و أتعجب هنا ممن يكون في موضع ضعف و يضع شروط و يبدو أن من تلك الشروط عدم المساس به أو بأحد من أسرته .. و إن كان هذا الشرط صحيح فهو غير مقبول فلا أحد فوق القانون حتى لو كان صاحب الضربة الجوية اللتي أذلت هامات المصريين و آذتهم ربما أكثر مما آذت إسرائيل

و تأتي مشكلة الشائعات لتلعب دوراً كبيراً في إجهاض الثورة و تفريق الثوار لنجد وائل غنيم متهم بالعمالة و هو أساساً مجرد أحد الثوار و ليس قائد و لا يمثل إلا نفسه و بعض من تعاطفوا مع خالد سعيد فما بالكم إذا خرج أحدهم ليعلن أنه صانع الثورة و قائدها .. ماذا سيكون مصيره و ماذا ستكون إتهاماته ؟

إن أحد أهم عيوب الثورة أنها سلمية - ليس تحريضاً على العنف - فتلك السلمية منحت الآخرين ( القوات المسلحة ) صك الشرعية و السلطة و الحكم و بالتالي فإن مطالب الثورة لن تتحقق جميعها أو على الأقل لن تتحقق كما أريد لها أن تكون
تم النشر في 19 فبراير 2011

ليست هناك تعليقات: