الاثنين، مارس 14، 2011

مصر .. إلى أين ؟

بكل تأكيد نحن في إنتظار رئيس الجمهورية الجديد .. نتحاور و نتناقش و نختلف و نتفق حول الشخص ، ثم نعود فننتظر برامج المرشحين لمنصب الرئاسة لنتدارسها و نقف على أجداها و أنفعها لمصر ثم ننتقي الأفضل

و بكل تأكيد أيضاً ستكون برامج المرشحين مستمدة من معلومات صحيحة عن كل ما يتعلق بإقتصاد مصر و ثرواتها و قواها و مصادر الدخل و الأحجام الحقيقية للأمية و البطالة و الفقر و الأمراض ، ناهيك عن مستوى التعليم و البحث العلمي و غيرها من ضروريات توضع في الإعتبار لوضع برنامج رئاسي محكم و ناجح

و لكن ماذا عن الخارج ؟

للكثير من الأسباب قامت الثورة و لكن غالبية أسبابها كما جميع مطالبها داخلية .. و الآن و قد نجحت الثورة و بدأ بناء نظام جديد في مصر ، نختلف أو نتفق على خطوات بناءه و لكن في النهاية هو نظام جديد يقوم على الإختيار الحر للشعب بجميع طوائفه

لقد لعبت قناة الجزيرة القطرية دوراً هاماً في نجاح الثورة ، و لها كل الشكر و لكن .. هل أدت الجزيرة عملها بمهنية .. أم ببعض الإنتهازية ؟

للجزيرة ككيان إعلامي مصالح مادية مفادها هو وجودها دائماً في قلب الحدث و رغم ما يبدو من هذا أنه مهنية إلا أنه في الحقيقة هدف مادي يؤدي إلى سعة الإنتشار و زيادة عدد المشاهدين مما يؤدي إلى زيادة الإعلان على القناة و رفع أسعاره و ما إلى ذلك

و لكن الجزيرة أيضاً كيان سياسي له مصالحه و توجهاته

وضاح خنفر مدير عام الجزيرة الفلسطيني الجنسية و أحد قادة حماس الغير معلنين و أحد أقطاب الإخوان المسلمين يمثل "أكثر الأشخاص قوة وتأثيراً في العالم" وفقاً لمجلة فوربس عام 2009 ( المصدر) ، و ذلك من خلال ضبطه لإيقاع قناة الجزيرة بما يخدم أهدافه ، و إسقاط نظام حسني مبارك اللذي ساعد على حصار غزة و ساعد إسرائيل من خلال الغاز و البترول المصريين و الجدار الفولاذي و إغلاق معبر رفح في وجه أهل غزة .. إسقاط هذا النظام يمثل أمل عريض للجزيرة ، و لعل إتفاق أهداف الثورة مع أهداف الجزيرة صنع نوعاً من التعاطف المتبادل بين الطرفين

ليس النظام المصري فقط ، بل كل الأنظمة العربية اللتي تهاونت في حق الشعب الفلسطيني و كانت تقف في صف أعداءه بصمتها على مجازر إسرائيل من مصلحة الجزيرة إسقاطها و مساعدة الشعوب العربية على إختيار حكامها لا سيما و الشعوب العربية جميعها تتعاطف مع القضية الفلسطينية بعكس الحكام الغائبين في سكرات كراسي الحكم و الخائفين من المكر الأمريكي و الإسرائيلي اللذي قد يزلزل الأرض من تحت عروشهم

لا يعني كل ما سبق إغفال الدور الإعلامي الكبير لشبكة الجزيرة في نقل الحقائق المفزعة اللتي تدور على الأرض و لكنه يعني أن مهنية الجزيرة العالية بشهادة وسائل إعلام غريبة لا يستهان بخبراتها تقبل القسمة على إثنين أحدهما رسالة إعلامية نبيلة و الأخرى رسالة سياسية موجهة

كما لا يعني كل ما سبق أن الهدف من كتابة هذا الموضوع هو نقد دور شبكة الجزيرة أو تحليل توجهاتها

و لكن الهدف هو من الشخص المناسب المطلوب لحكم مصر ؟

بغض النظر عن الشخصيات اللتي نعرفها منذ الآن و الشخصيات اللتي قد تطفو على السطح مستقبلاً لتعلن عن نيتها في الترشح .. أبحث الآن عن النمط المطلوب لحكم مصر في هذه الفترة

و النمط لا يرتبط بالضرورة بأشخاص حاليين و لكنه قد يرتبط بأشخاص تاريخيين حكموا مصر في ظروف مشابهة

لست ناصرياً و لا أتعاطف بأي شكل مع الرئيس جمال عبد الناصر و لا اقبل أخطائه الكارثية اللتي ما زلنا نعاني منها حتى الآن أو على الأقل حتى 25 يناير الماضي ، و لكن بكل صدق .. نحن في حاجة الآن لنفس نمط شخصية جمال عبد الناصر ليحكم مصر

نحتاج بشدة إلى عنترياته في مقارعة القوى الكبرى نداً لند في زمن بتنا فيه على مستوى تلك الندية فعلاً و لسنا نتسول مليار جنيه لبناء السد العالي ، نحتاج لتلك العنترية لتستعيد مصر دورها الإقليمي و العربي و الدولي بسرعة و بقوة

نحتاج لإنجازاته الداخلية على المستوى القانوني ( قانون العمل الحالي كارثي و قوانين الإسكان و العقارات و النقابات و غيرها مآسي تمشي على الأرض )

نحتاج لإنجازاته الداخلية على المستوى الصناعي ( نمتلك الكثير من الخبرات و نستطيع جذب الكثير من الإستثمارات و لكنهم جميعاً كانوا في أيد غير أمينة على مصر و المصريين )

نحتاج لإنجازاته الداخلية على المستوى الزراعي ( إستصلاح الكثير من الأراضي لنعود فنمتلك تقرير مصيرنا من خلال إمتلاكنا لقوت يومنا من محاصيل إستراتيجية حولنا النظام السابق لمتسولين لها )

نحتاج لإنجازاته على المستوى الحربي ( نمتلك منظومة صناعية حربية أكثر من نصفها معطل بناءاً على أوامر أمريكية ليظل ميزان القوى في الشرق الأوسط يميل لصالح إسرائيل )

نحتاج لما كان يتميز به من كاريزما أمالت إليه قلوب الكثيرين من مصريين و عرب ..

نحتاج لهذا النمط من الشخصيات و لا نحتاج إلى عبد الناصر آخر .. فهل هناك شخص حالياً يمتلك كل ما سبق ؟

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

بعيدآ عن هذا
وقريبآ منا
كيف ندافع عن بنات مصرمن التحرش

غير معرف يقول...

ألي أي مدي سنبقي دون إصلاح
متي نختارالطريق إلي الله
أين أختي من الحجاب
أين الوقار
أين أنت من ربك قريب أم بعيد
أنعتني بأمرالدنياونسيناألأخره
يجب أن نفيق قبل تسونامي مصر