الخميس، مارس 01، 2007

فضفضة

في كل شيء أرى اليأس و القنوط ... جملة أبدأ بها لا أشك لحظة في كونها سبباً وجيهاً لنفور أي قاريء سيقرأ هذا الموضوع .. و لكنها حقيقة واقعة أمام عيني أزداد بها قناعة يوماً بعد يوم و لحظة بعد لحظة ، لا أمل في شيء و لا بصيص من الضوء في الأفق البعيد أو القريب
منتدى الشباب
أول مكان يرى مناقشاتي على الفضاء الإليكتروني و ليس غروراً أن أقرن هذا المنتدى بمناقشاتي و ليس العكس فهو معقل التخلف و الرجعية و مدرسة الغباء الغير محدود و مصنع الحماقة و الإنحياز الأعمى المتخلف عقلياً و حضارياً و ثقافياً و فنياً ، هو مثال صارخ على المستوى المنحط الدنيء اللذي وصلت له أخلاقنا من تقية و نفاق و رياء و مسح جوخ و ديكتاتورية و فرض الرأي و الإرادة الفردية الغير مسئولة بالمرة ، يقوم عليه و يديره شخص مثير للشفقة حقاً و صدقاً رغم شدة رجعيته و تخلفه إلا أن السذاجة الغير مسبوقة اللتي يتمتع بها تثير الشفقة عليه و على كل من يتعلق في مسئوليته ، و رغم حصوله على إجازة بالفتوى فضلاً عن الدكتوراة في مجال الحاسب - على ما أعتقد - إلا أن عقليته اللتي غلفها الضباب بل الظلام تأبى أن تخرج من قبرها تحت أطنان الثرى الندي اللذي أصابها بالتعفن و التحلل فهو لا يقبل المناقشة أو بالأحرى غير قابل للمناقشة و قد ساعده على ذلك إمتلاكه لكيان تجاري يرزح تحت إمرته عليه كل مسئول في منتداه و عليه فإن كل شخص ينتقيه لتحمل جزء من مسئولية منتداه يجب أن يكون نسخة طبق الأصل من فكره الظلامي المتخلف ... إنه يرفض أي شكل للإختلاف ليس معه فقط بل مع فكره في كل شيء فهو صاحب خط محدد فكرياً يرى أن الدنيا لا قيمة لها بجانب الآخرة - رغم عمله الدؤوب للدنيا - و بالتالي فمن الأفضل بل من الإيمان تركها بعلومها و فنونها و حضارتها و كل ما فيها من فضائل و شمائل و الزهد فيها طلباً للآخرة و هو فكر ساد كنتيجة طبيعية للفقر و الجهل الشاملين و إنعكاس طبيعي لضيق الحياة على كل البشر في عصر إما أن يقتل الضعيف فيه نفسه أو أن يصدع للقوي فيه
لا أفضح سراً حين أقول أن نزوع العامة نحو التدين السطحي القشري ناتج طبيعي للفقر و الجهل و الأمراض النفسية اللتي خلفها القمع الثقافي و العلمي و الإجتماعي اللذين تفشوا في معظم البلدان العربية لأسباب سياسية تعلقت بأهداب الدين لتستمد شرعيتها و تنال النجاح الجماهيري الساحق
اللذي من المفترض أن يندى له جبين المتدين العصري أن يقف أمام سائل بلا علم شرعي قشري للرد عليه أو أن يجد نفسه ذاهلاً أمام حقيقة تاريخية تطرحها مناقشة بحثية دينية دون أن يجد في جعبته الحد الأدنى من العلم بها ثم يعود ليتعلق بالدين !
لقد نجح هؤلاء في تحقيق نتيجة واحدة لم يكونوا ليسعوا إليها أبدا و هي تحويل الليبراليين المسلمين إلى علمانيين أعداء لكل ما هو ديني أو متدين كنتيجة لتعصبهم الصارخ المفتقر إلى أي قواعد علمية تقيم من أوده و بانتشار القشرية الدينية انتشرت القشرية العلمانية كرد فعل طبيعي لها
فقهاء الرصيف
أينما وجهت وجهك تلتقط أذنك صوتاً لفقيه يصدر من كاسيت يتحدث عن عذاب القبر أو خلق الإنسان أو المهدي المنتظر أو علامات الساعة أو غيرها من الموضوعات اللتي تزخر بها شرائط الرصيف لأشخاص إما مجهولو الهوية و إما متسطحي العلم ، و يشتد الإصغاء للدرس كلما أجهش المتحدث بالبكاء كدليل على إيمانه العميق و ورعه المخلص لما هو قانع به و يتحدث فيه
لن أتطرق هاهنا لإشكالية أحاديث الغيبيات كالمهدي المنتظر و علامات الساعة و عذاب القبر حيث أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يكن يعلم الغيب حتى يتحدث عنه و ينبيء به و إنما سأكتفي بالآثار الناتجة عن هذه الشرائط اللتي أصبحت تنخر في جسد المجتمع و تدفعه نحو الإنتحار و الشقاق و التصادم فهي إن لم تحرض على الفتنة فهي تغيب العقول و تدخلها في سبات عميق فتنسى تحديات العصر أو تتناساها و تزهد في الدنيا دونما علم بمعنى الزهد بل و تزهد في العلم و الثقافة فضلاً عن زهدها الإجباري الناتج عن ضيق ذات اليد و غلاء كل ما هو متاح للعلم و التعلم و فضلاً عن منظومة تعليم مصرية تحتضر يوماً بعد يوم و تنتج لمصر أنصاف أو أرباع متعلمين يتفوق منهم نسبة أقل من أي معدل عالمي و تفوقهم غالباً يرجع لظروف مادية عالية
في مترو الأنفاق
ليس فقط في مترو الأنفاق بل في كل المواصلات العامة أصبح عادياً أن تجد نصف الجالسين و الجالسات و الواقفون أيضاً يفتحون المصاحف و يقرأون القرآن ... شيء رائع حقاً أن أجد مثل هذا الكم من العارفين بالله أو قل القريبين من الله ... في إحدى المرات سنحت لي الفرصة بمحادثة أحد هؤلاء القراء للقرآن و كان قد قرأ تواً آية اللعان فسألته عنه فسكت !
و لما استفسرت عن صمته وجدته لا يعرف ما هو اللعان فظننت أنه لا يعرف المسمى و لكن المؤكد أنه يعرف الحكم الشرعي .. و ذهلت حين علمت أنه لا يعرف المسمى و لا الحكم الشرعي و لا يعرف أي شئ يتعلق باللعان و كانت المفاجأة أن هؤلاء القراء لكتاب الله و دستور الإسلام و قانون حياة المسلمين يقرؤونه للتبرك و نيل الحسنات دون إدراك لمعانيه و أحكامه و يالها من طامة
أليس من الأجدى أن يقرأ هؤلاء كتاب الله بفهم و تركيز فعلى الأقل سيعلمون من دينهم الكثير مما يجهلون ؟
أليس من الأحرى أن يقرأ القاريء ما يفيده كأن يقرأ قصة أو جريدة بدلاً من قرائته لكتاب لا يفهم منه شيء و إنما للتبرك به فقط ؟
و الظاهرة الأخرى في المواصلات العامة أن تجد أحد الشباب و قد جهر بقراءة القرآن و علا صوته رغم تأفف من يجاوره و ليس القرآن فقط بل دأب الكثيرين على تشغيل موسيقى أو أغنية من موبايلاتهم و رفع الصوت ليسمع الجميع رغم أنوفهم ما يستمع له هو و يالها من حياة تلك اللتي تجبرك على الإحتكاك بالآخرين و تحملهم رغماً عن أنفك
الإخوان المسلمون
قيل و يقال و سيظل يقال أن الإخوان المسلمين يشكلون خطراً على مستقبل هذا البلد و أنا أؤيد تلك المقولة تأييداً تاماً و لكني لا أؤيد الهجوم الغير موضوعي و الأجوف و المغرض اللذي يتعرض لها الإخوان آناء الليل و أطراف النهار في وسائل الإعلام بمختلف أشكالها و توجهاتها فهم رغم أخطائهم لم يرتكبوا جرماً يستحق كل هذا التقريع و الهجوم بمناسبة و بدون مناسبة بل أن تنظيمهم و تكتلهم - الناتج عن يأس غالبية الشعب و بالتالي إلتفافه حولهم - يستحق التقدير و الإحترام و يبعث الغيرة في نفوس الأحزاب و التنظيمات السياسية الأخرى اللتي فشلت على مدار نصف قرن في صناعة قاعدة شعبية تضاهي نصف ما صنعه الإخوان و رغم أخطائهم فهم لهم الكثير من الأيادي البيضاء متمثلة في مؤسسات و جمعيات خيرية أنشأوها بجهود ذاتية و تمويل شخصي للتكافل الإجتماعي فأين هذا كله من الآخرين .. و لماذا كل هذا الهجوم و اللذي يأتي غالباً بنتائج عكسية إذ يزداد التعاطف الشعبي معهم على إعتبار أنهم مستضعفين و مغلوبين على أمرهم
الدعارة
كلمة قبيحة يترفع الكثيرين عن نطقها و لكن انتشارها حتم على هؤلاء المترفعون إستبدال اللفظ القبيح بألفاظ أخرى أكثر تأدباً و أكثر إقتراباً من العامية الدارجة و لا مجال هنا لذكر هذه الألفاظ .. ترفعاً !
الدعارة هي ثالث أضخم تجارة في العالم بعد تجارة السلاح و تجارة المخدرات و كلها نشاطات غير شرعية و لكن ليس في كل العالم فبعض الدول تشرع تجارة السلاح كالولايات المتحدة و بعضها تشرع تجارة المخدرات كاليمن ( القات ) و معظمها تشرع الدعارة و تسن لها القوانين و تشدد عليها الرقابة الصحية منعاً لإنتشار الأمراض و قد كانت مصر قبل الثورة من الدول اللتي تشرع الدعارة و تقننها و حالياً تأتي إمارة دبي و بعض دول الخليج في قائمة تشريع الدعارة
و الحقيقية أن الدعارة رغم كونها رذيلة مذمومة و كونها من المحرمات شديدة التحريم في كل الأديان السماوية إلا أن تشريعها يعد حلاً لا بأس به للعديد من المشكلات ، و حرمتها لا تمنع تشريعها فكون القانون ينظم حياة الفرد و المجتمع لا يجعل منه وصياً على الفرد و المجتمع فالقانون مجرد إطار يحوي بداخله معاملات البشر للحد من أو منع الجرائم و ليس القانون قواعد لفرض الأخلاق و القيم و المباديء
و قبل أن يذبحني الذابحون على مذبح قرابين الرياء يجب أن يعلموا أن إحدى لجان الأمم المتحدة قد أصدرت بياناً يدعو لعدم إحتفاظ الأنثى بعذريتها لكون إحتفاظها بها نوعاً من الكبت الجنسي فضلاً عن دعوة هذا البيان لإطلاق حرية ممارسة الجنس للأنثى على اعتبار أن منعها من تلك الحرية يعد تمييزاً ضدها .. و قبل أن تأتينا الكوارث من خارج الحدود أفضل أن نتحصن لها و نضع لها الحدود و ليس خافياً على أحد كم المشاكل الناشئة نتيجة الإباحية المستترة كالتحرش و الطلاق و العنوسة و الزواج الغير متكافيء بل و الفقر و كساد السوق و عدم الإخلاص في العمل و النفاق و غيرها من مشكلات ناشئة عن نواقص نفسية تفضح عدم الإستقرار النفسي و ليس الجنس كل حلولها و لكنه حل من حلولها قد يأتي بالكثير إذا أبيح قانوناً
الشهيد البطل تامر حسني !
ليست غيرة ذكورية و لا قول حاقد أو حاسد بل هو تعجب و إستغراب من ردود الأفعال حينما تم القبض على المطرب ( و ليس له بالطرب آية علاقة ) تامر حسني لأنه تهرب من الخدمة العسكرية .. لا أدري لماذا تذكرت اليوم هذا الحدث رغم مرور الكثير على حدوثه
و لا أدري لماذا و كيف و متى نال هذا الشاب كل هذا الإهتمام الأنثوي و الدفاع عن هروبه من واجبه الوطني نحو أرض أنشأته و جعلت منه شيء .. قد تكون ذاكرتي تم استفزازها حينما بحثت عن رمز يلتف حوله الجمهور فلم تجد و قد يكون التهافت الشعبي حول تامر حسني مستفزاً لكونه دفاع عن هارب من التجنيد و ليس دفاع عن مظلوم أو مكلوم
لا أستطيع إنكار أنني أستمع لأغانيه كما لا أستطيع إنكار إعجابي ببعضها على إعتبار أنها شبابية و لا علاقة لها بالفن اللذي تعلمته من ملاحم كوكب الشرق و موسيقار الأجيال و العندليب الأسمر و فيروز و فريد الأطرش و نجاة و غيرهم من عمالقة بل مردة و أساطين الفن و الطرب
و لكن إعجابي هذا لا ينفي إستنكاري للنظرة الغير عادلة لمتهرب من التجنيد و بغض النظر عن ما قد تهرب منه إلا أن الفعل في حد ذاته مشين فالتهرب من التجنيد جريمة يعاقب عليها القانون و في ذات الوقت هي جريمة مخلة بالشرف و طعن في الوطنية و إذا نظرنا بمفهوم الجريمة التجريدي فالدفاع عن مجرم و الإلتفاف حوله و تأييده بهذا الشكل يدل على أن هناك خلل ليس بالصغير أو الهين حتى يمر مرور الكرام دون وقفة و بحث وراء أسبابه ... إنها ليست عبارة غرقت أو قطار إحترق أو مليارات نهبت و ليست حادثة سير أو كلاب أمير نهشت في وجه طفلة .. فكلها جرائم واضحة صريحة و مرفوضة حتى و إن كان الرافضون لها قلة فلن تجد لها مؤيد واحد .. إن تغير الإحساس بالوطن و اللذي قد يصل إلى حد إهدار حقه فينا كشباب كارثة تنبيء بما هو أكبر و أفدح فتامر حسني حالة فردية أفتضح أمرها إعلامياً و لكن المشكلة ليست فيه هو بل في من ثار و أغار نتيجة معاقبته على جريمته فعندما نجد من يدافع عن الجريمة و بهذا العدد المهول و من يؤثر إعجابه أو حتى حبه لشخص على حبه لوطنه و إعتزازه به فهي كارثة ضخمة يجب علاجها فوراً قبل أن يسبق السيف العزل

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

اود سيدى ان ادرج لك تعليق بسيط فانت تحدثت عن لسان الكثير من المثقفين واعجبتنى كثيرا فضفضتك لانها تكلمت عن ما هو الحال الذى صرنا اليه ومن سلبيات فى مجتمعنا واود ان اقوا ان هناك الكثير من السلبيات التى نريد ان نفضفض عنها فلى حديث معك سيدى ولك شكرى

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت فضفضة بسيطة...بل ربما عادية..بل ربما مجرد حروف قد صفت على صفحة بيضاء وليس أكثر..هكذا قد تكون بالنسبة لغيري
!
اما بالنسبة لي..كانت افكارا لشخص مثقف يحمل بين أنامله حبرا يدل على قيمة صاحبه
**
بالنسبة للمنتدى..ممكن هو فعلا زي ما حكيت..لكن لابأس لو تابعنا من أجل غيرنا..فليس هدفي بالاستمرار سوى عدة أشخاص كنت سعيدة بوجودي بينهم...لذلك أنت أيضا أتمنى أن تعود...ليس لأجل صاحبه..بل ربما من يحتاجون ثقافتك العالية التي تمتلكها..أو أصدقائك
**
أما عن باقي الفضفضة..للأسف كانت واقعية وصحيحه لعلنا لن نتخلص من احداها إلا لو حاولنا أن نصلح ما في نفوسنا وتابعنا ذلك! ..لكن أحيانا أجد بأن حياتي تكون أسهل...بل أريح عندما تصمت عن الغلط وتتابع نحوه..بل حتى تصمت أيضا عندما ترى من حولك يخطئون...فبالنهاية كما يدعةن أنت لا علاقة لك بما يصنعوا

ففعلا تبقى فضفضة...ولن تكون أكثر من ذلك
**

مدونة جميلة
أرجو الاستمرار

Zeus يقول...

الأستاذ الفاضل / وائل

شرفني كثيراً تواجدك في مدونتي و سعدت بإعجابك اللذي يمنحني أكثر مما أستق و يضع على كاهلي مسئولية كبيرة أدعو الله أن أكون على قدرها

و في إنتظار حديثك الشيق

Zeus يقول...

الرقيقة فرح

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أجزل لكِ الشكر على تقديرك الرفيع لشخصي المتواضع

أما المنتدى فهو ميت أو يحتضر و لا أمل في شفائه إلا بتغيير صاحبه و هو الأمر المحال ، كما أن عودتي إن أنا قبلتها لن يقبلها صاحب المنتدى و عليه فالأمر صعب

شرفني مرورك

غير معرف يقول...

~ahmed~said:
اولا اود ان اسجل اعجابى بثقافتك وكلامك
انا احدا عضاء منتدى الشباب لو لم تكن تتذكرنى
وحتى لو لم تعد للمنتدى
فلابد من متابعة ما تقول بكل تاكيد
انا سعيد بايجاد مدونتك
ومدونات بعض الاعضاء القدامى

Zeus يقول...

الفاضل ~ahmed~said

و أنا أكثر سعادة بتواجدك هنا و أتمنى رؤية كلماتك دائماً

و شكراً لوجودك