السبت، مارس 03، 2007

الفوز باللذات .. أم الموت بالحسرات ؟

يفوز باللذات كل مغامر و يموت بالحسرات كل جبان ... قول مأثور يبين أن الشجاعة و الجرأة عاملان حيويان لبلوغ المنال ، بداية لابد منها للولوج في صلب الموضوع اللذي أثارته في وجداني مجرد أغنية للعظيمة نجاة الصغيرة كتبها المبدع الرقيق حسين السيد و لحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب و هي أغنية " ساكن قصادي و بحبه "
يوضح سياق الأغنية حالة حب جارف من فتاة لرجل يجاورها السكن و لكنها لا تستطيع مصارحته بمشاعرها و تظل تكتمها و تراقبه و تنتظر أن تسنح الفرصة لمجرد السلام عليه أو مكالمته بصفته جار لها و تظل تقاسي عذاب الحب من طرف واحد مع تجاهله لحبها لكونها لم تصرح أو حتى تلمح به و هو لا يدري عنه شيء ... ظلت الفتاة تتابعه حين غدوه و رواحه و يكبر في قلبها الحب تجاهه و تحلم به زوجاً لها و تفكر أنه قد يشعر بها حين لقائها و لكن عبثاً فكرت و حلمت .. حتى استيقظت ذات يوم على حفل زواج لم تدر أنه لجارها الحبيب و فوجئت بأنه عرسه
ثم ذهبت الفتاة لحضور العرس و هي تعتصر الحزن من قلبها الصغير و كم شعرت بفداحة المصاب حين رأت حبيبها يجاور عروسه و يداعبها و علمت أنها النهاية الحزينة لحبها الكبير لجارها و تأكدت أن غيرها قد أصبح الآن أحق به منها
إلى هنا تنتهي الأغنية و تتركنا نتأمل في حال الفتاة و كيف أصبحت بعد صدمتها القاسية في مشاعرها .. و أجد نفسي أمام مجموعة تساؤلات بعد أن استمعت لتلك الأغنية و هي لماذا لا تجرؤ الفتاة على مصارحة من تحبه ؟ و لماذا تنتظر حتى يشعر هو بها و قد يطول انتظارها حتى يتزوج المحبوب من أخرى ؟
و لماذا الخلط دائماً بين فلسفة الحب و فلسفة الزواج في مجتمعاتنا العربية ؟
كبداية يجب أن أتطرق للنظرة الأنثوية للمشاعر الذاتية و للمشاعر المقابلة فكل شخص يحكم بشكل نوعي ذاتي على الآخرين دون الوضع في الإعتبار أن هناك إختلافاً كاد أن يكون جوهرياً في التكوين النفسي و الفكري بمعنى أن الأنثى لا تستطيع تغيير إحتمالات ردود أفعال الذكر تبعاً لإختلافه النوعي و تكتفي بالحكم عليه بناءاً على خلفياتها الفكرية المبنية حتماً على نوعها الجنسي و بالعكس أيضاً تكون إحتمالات ردود الأفعال لدى الرجل مبنية على قواعده الفكرية النوعية ، قد يكون إدراك هذه المسئلة أعقد قليلاً من إدراك الإختلافات الفكرية بين أبناء النوع الواحد
و للموروثات الإجتماعية في شرقنا العربي دور كبير في توجيه عجلة الأفعال لدى الجنسين و لها أيضاً دور في رسم طريق يوشك على الثبات مهما تغيرت الشخصيات و تبدلت الأفكار و هذا ما نطلق عليه العادات و التقاليد و هو أمر مقيت يجبر الإنسان على تأطير نفسه في قالب محدد بغض النظر عن الرغبات الشخصية و النوازع الفكرية الأخرى مما يجعله يخضع صاغراً للأصول الإجتماعية المعتادة و يضحي بكل معاني الحرية من أجل ممارسة حياته الطبيعية
و في شخصية الأنثى الخجولة لدرجة التضحية بسعادتها و قتل مشاعرها النامية لنا الكثير من النقد و التعليق فإن كانت نهاية العالم بالنسبة للمرأة هي أن تعترف بمشاعرها لرجل لا يبادلها نفس الشعور فلا شك أن نهاية حياتها و سعادتها هي الصمت على مشاعرها حتى تضيع كل الفرص في نيل حب عمرها و سعادتها الأبدية .. أي أن الإعتراف بالحب و إن لم يكن متبادلاً أجدى من كتمانه حتى يموت الأمل بضياع المحبوب
و الجدير بالتأمل أيضاً أن الظروف بشتى مسمياتها قد تختلف بين إثنين مما يدفع أحدهما لكتمان أو نفي مشاعره تحسباً لمشكلات عائلية قد تنجم إذا باح كل طرف للآخر بما يكنه له خاصة و أن الزواج هو النهاية الطبيعية المفترضة لكل علاقة حب أو هكذا ينظر المجتمع لنفسه .. و لكني أرى أن اختلاف الظروف ليس بالأمر القاهر للتضحية بالسعادة في الحياة فالمشاعر عندما تقترن بمشاعر أخرى تكفي و تزيد لخوض معترك الحياة أياً كانت التحديات بينما الظروف إذا اقترنت بظروف فسرعان ما تتغير و تتبدل و ينتهي القران نهاية حزينة أي أن إقتران المشاعر هو الأصل في علاقة الحب فبالمشاعر تتولد المودة و الرحمة و منها تنبع الغيرة و الشوق و فيها تكون اللهفة و الحنين بينما الظروف أي الفقر و الغنى أو الثراء أمور تفتقر إلى الديمومة كما تفتقر أيضاً إلى الإنسانية فالإنسان كائن حي يولد و يموت بنفس الكيفية على إختلاف الدرجات و المناصب ... و بصفة عامة فإن الظروف مادية كانت أو إجتماعية لا تمثل مقياساً حقيقياً لضمان الصحة و السلامة لعلاقة الزواج فالأكثر أهمية هو الشخوص المتعايشة مع بعضها البعض و كم تكن لبعضها من مشاعر و طبيعة هذه المشاعر
قد يرى البعض أن كلماتي تتطلع نحو قلب موازين الحياة و تطلب أن تنعكس الأوضاع من حيث خجل الأنثى و جراة الرجل ولهؤلاء أقول أننا كمجتمع يستمد خطوات حاضره من ماضيه نعيش على التراث الإجتماعي بإعتباره الصحيح المطلق و الحقيقة المجردة الناصعة السليمة لخوض عباب المستقبل في حين أننا نتناسى أن من وضع ذلك التراث الغابر هم بشر مثلنا و أجداد لنا و ليست القضية قضية تكوين النفس الإنسانية و طبيعتها بدليل أن غيرنا كعرب من شعوب و ثقافات تنتهج طرق أكثر جدوى و أوضح أهدافاً مما ننتهجه نحن و هذا يكفي ليدل على أننا نسجن أنفسنا داخل أطر قد وضعها لنا سابقون رغم أننا نملك مقاليد تغييرها بأنفسنا إلا أننا نكتفي بالتقليد و المحاكاة على إعتبار أنها الأصول و العادات و التقاليد الصحيحة ناهيك عن المخاوف الطفولية اللتي تملأ قلوب السذج من إختراق تلك القواعد الإجتماعية
و لابد هنا أن نوضح الإختلاف الجوهري بين فلسفة الحب و فلسفة الزواج ... الحب هو إقتران روحي ناتج عن تطابق في ميول و نوازع شخصية تمثل الكثير للطرفين مما يؤدي إلى راحة نفسية كبيرة في الإجتماع و تطلع نحو حماية الطرف الآخر من المكاره و يعتمد الحب في المقام الأول على الحرمان و المسافات الفاصلة سواء كانت مكانية أو زمانية و هو الأمر اللذي يدفع بالطرفين نحو تعويض الحنين في اللحظات القليلة للقاء أياً كانت صور هذا التعويض .. و بطبيعة البشر ينحو الطرفان نحو تمام الإقتراب المكاني و الزماني بينهما حتى يصل شعور الراحة النفسية للكمال مما يحدو بهما نحو التطلع للتعايش الدائم و بالتالي يكون الزواج
بينما الزواج هو في حقيقته وسيلة من وسائل التناسل و التكاثر و يحمل في ثناياه أمور تدعم التعايش البشري كعامل الإستقرار و تقسيم المهام الغير نوعية بين الطرفين ... و لما كان الإجتماع بين طرفين مختلفين نوعياً تترتب عليه آثار إجتماعية فكان لابد من وضع أسس و قواعد لتنظيمه فالإختلاف بين البشر كبير و كثير و لولا الإختلاف البشري لما وجدت القوانين و القواعد

هناك 8 تعليقات:

iman يقول...

بصفتي من المعترضين على أن تعترف المرأة للرجل بمشاعرها، أعتقد أن بإمكاني الرد على تساؤلك عن السبب وراء حبس هذه الأخيرة، باعتبار المرأة هي الحلقة الأضعف وهي المتضررة الأكبر أو ربما الوحيدة ..إذا كانت العلاقة خاطئة..فهذا يدفعها لإخفاء ما يدور بداخلها من مشاعر تتمنى لو أنها تقابل بأخرى مماثلة خوفا من استغلال الطرف الآخر لها لتلبية رغباته أيا كانت ومن ثم تركها، كما أنها قد لا ترغب في فرض نفسها أو التعرض للرفض، تختلف طبيعة المرأة عن طبيعة الرجل وهنا تكون المرأة ضعيفة خجولة لا تستطيع البوح بسرها الكبير حتى لا يأتي يوم يعيرها بما فعلت وحتى لا ينظر إليها على أنها تفتقر إلى الحياء فمن صارحته ربما صارحت الكثير غيره
يستحسن أن تصمت

Zeus يقول...

و بصفتي من المؤيدين لإعتراف المرأة للرجل بمشاعرها على إعتبار أن المرأة عقل يتساوى تماماً مع الرجل و إرادة و كيان إنساني له من الحقوق و الواجبات ما للرجل من حقوق و واجبات فأنا أعتقد ما يلي :

أولاً المرأة ليست الحلقة الأضعف في العلاقة بين الجنسين بل أعتبرها الحلقة الأقوى حيث العطاء و المنع بيديها كما أن طريق العلاقة تحدده المرأة بمسموحاتها و ممنوعاتها

ثانياً المرأة ليست المتضررة الأكبر ذلك أن الضرر متساوي تقريباً بين الطرفين في حالة الفشل مع مراعاة أن العلاقة اللتي أتحدث عنها علاقة جادة من الطرفين و ليست مجرد تسلية

ثالثاً الخوف من إستغلال الطرف الآخر لضعف الطرف الأول هو في حقيقته خوف متبادل و الإستغلال ليس حكراً على الرجل فقط و قد سئمت حقاً من الإصرار العجيب على تصوير الرجل على أنه ذئب كاسر و شيطان مريد إلى جانب الإصرار على تصوير المرأة على أنها ملاك منزل من السماء لا تعرف الجوع و لا الظمأ و لا الإشتهاء ... فإذا اعتبرنا أن أي طرف سيحاول تحقيق رغباته الشهوانية فعلينا أن نضع في إعتبارنا أن الرغبات هنا متبادلة و مرادة من الطرفين و ليست الحيوانية تعني الذكورة فقط بل تعني أيضاً الأنوثة كما أنه من الظلم إقران الرغبة بالرجل و انتزاعها من المرأة توارياً خلف النظرة المعتادة للملاك البريء المسمى إمرأة

رابعاً إذا سلمت - جدلاً - بأن الرغبات الذكورية ستكون حتماً شهوانية فسأرفع صوتي بالإشارة إلى الرغبات المادية الأنثوية و اللتي عادة ما تستغل الرجل للتحقق كالمال و المنصب و غيرها مما اعتدنا على أن تطلبه المرأة مقابل الرضا فقط !!!!!

إذن فالإستغلال محتمل من الطرفين و لسنا بالعصور الوسطى حتى نركن إلى عقائد و ظنون عفا عليها الزمن .... نحن اليوم بعصر السيارات الفارهة و المجوهرات الأخاذة و بريق الرفاهية اللتي من أول و أشد رغبات المرأة و من أدعى أسباب إستغلالها للرجل

يبقى الخجل و هو الشيء الوحيد اللذي أتفق معكِ عليه أما أن من صارحته قد صارحت غيره فهو - عذراً - تفكير صبياني أترفع عن مجرد مناقشته

كونان أعرف أن ردي جاء حاداً و لكن أعرف أيضاً أنك تعرفينني جيداً

شكراً لوجودك هنا يا زهرة المغرب الفريدة

iman يقول...

أعتذر عن التأخير في الرد فأنا لم أر ردك إلا الآن فاعذرني

لا أختلف معك في أن المرأة عقل يتساوى مع الرجل ولها حقوق مساوية لما للرجل وكذلك الأمر بلنسبة للواجبات ولكن يجب ألا ننكر أننا في مجتمعاتنا العربية نحرم المرأة من الكثير مما نسمح للرجل به على عكس الدول الغربية التي تعترف بحق المرأة والتي ..بالمناسبة..تستطيع فيها المرأة أن تبوح بمشاعرها دون لوم من أحد

لطالما كانت ردودك منظمة ومرتبة وهذا ما سيسهل علي التعقيب والرد على كل نقطة على حدة

بالنسبة لأولا أوافقك في أن المرأة هي التي تحدد قائمة المسموحات والممنوعات وبما أن كل ممنوع مرغوب فإن الرجل سيسعى جاهدا للحصول على الممنوعات عنادا لا غير أو ربما يتركها نهائيا وهذا ما قد يحطمها فتتنازل في المرة المقبلة عن بعض ممنوعاتها

ثانيا: ترفعت هنا عن الحديث عن العلاقات المجنونة وفضلت أن يقتصر الأمر على العلاقات الجدية وحسب، لا يمكن لأي كان أن يتأكد من جدية الطرف الثاني إلا بعد أن يخوض معه في علاقة ومن له أو على الأرجح لها إرادة قوية ستستطيع الإفلات من علاقة للتسلية دون أضرار ولكنهن قليلات..أو ربما يعجبهن الوضع فيستمررن فيه إلى أن ينهيه الطرف الآخر ليمثان حينها دور الضحايا

لست ممن يصورون المرأة على أنها ملك فأنا أكاد أجزم أنه لم يعد هناك فتيات محترمات طيبات، كما أن لي صداقات من كلا الجنسين وأقر بأن الرجال أصدق وأأمن من النساء، لا أقصد أن صديقات كلهن سيئات ولكن بالنظر إلى النتائج أجد أن الأصدقاء يتفوقون على الصديقات في لائحتي...وبالعودة إلى الموضوع أرغب في التذكير أن جرائم الاعتداء مرتكبوها رجال وحتى إن لم يكن ذلك جريمة وبموافقتها فهناك فرق كبير بين الفاعل والمفعول به وفي هذه الحالة لا أفهم مالذي يخسره الرجل...المرأة ليست ملكا وليست معصومة عن الرغبات ولكنها لا تزال غير قادرة على طلب تلبيتها من الطرف الآخر الذي لا يتردد في طلبها إذا رأى الظروف مناسبة وهذه الظروف تحددها المرأة وهي الخطوط الحمراء التي تضعها حول نفسها

رابعا...لا أعتقد أنه يمنح المال فقط من أجل الرضا..فكما يعرف على المرأة أنها طماعة يعرف على الرجل أنه بخيل ويعرف على كليهما أنهما يرغبان في الحصول على مقابل لما يمنحانه

ذلك التفكير الصبياني هو ما أصبح يطغى الآن فتجد الشاب يقضي أوقات فراغه في التسلية مع هذه وتلك ثم يعود ليقول أنه يريد الزواج من بريئة لم تعرف أحدا غيره، هل يستحقها فعلا؟

أعرفك جيدا وأعلم أنك لا تقصد الإساءة أو التجريح وهذا ما يزيد من حبي لمحاورتك ومناقشتك...شكرا لك والمدونة منورة بصاحبها

Zeus يقول...

خوف المرأة من البوح بمشاعرها لا يرجع إلى لوم المجتمع فهي لن تبوح إلى المجتمع كله و لكنه يرجع إلى أفكار خاطئة لدى المرأة بأن نظرة الرجل قد تتغير إذا باحت بمشاعرها و هي أفكار طفولية بعض الشيء و الطفولية هنا المقصود بها الطرفان المرأة اللتي تظن ذلك و الرجل اللذي يعتقد ذلك

أما أولاً فحقيقة الأمر أن الرغبات اللتي إدعيتي أنها حكراً على الرجل - الشيطان - و لا تمس المرأة - الملاك - من قريب و لا بعيد هي متبادلة من الطرفين و لكن المرأة الشرقية تتقيد بالمجتمع فقط و لا تقيدها نزعاتها الدينية أو الأخلاقية عن ترك العنان لرغباتها الجنسية .. فقط ما يقيدها المجتمع و إذا انطلقت إلى مجتمع آخر منفتح كالغرب مثلاً فستطلق العنان لرغباتها طالما وجدت هذا في صالحها الشخصي .. أما خوفها من أن يتركها من تحبه فهو خرف طفولي كما أسلفت لك في البداية و الطفولية متبادلة

أما ثانياً فيظهر فيها إنحيازك الصارخ لبنات جنسك ففحوى كلماتك يشي بأن علاقات التسلية من إختصاص الرجل - الشيطان - و ليس للمرأة - الملاك - أي يد فيها و هو الأمر الغير صحيح أو على الأقل أختلف معك فيه فالمرأة غالباً ما تنشيء علاقات فقط من أجل مصالحها أو رغباتها إن جاز التعبير و هو أمر طبيعي تفرضه عليها طبيعتها من الضعف و قلة الحيلة في مجتمع ذكروي كمجتمعنا العربي و بالتالي فإن من تنشيء معهم تلك العلاقات يظنون مخدوعين أن تلك المرأة تميل لهم بينما حقيقة الأمر خدعة

و قد يكون الأمر كما ذكرتي مجرد تمثيل و هدفه الإستمتاع بالحياة فقط

جرائم الإعتداء مرتكبوها رجال نعم و لكن ما هي أسبابها ؟ و من هن الدافعات لها ؟ أم أن الرجل حيوان فقط لمجرد إثبات أنه المعتدي .. و الخسارة ليست كما تظنين فالحلول متوفرة في كل أنحاء الأرض حتى إذا كانت الخسارة فادحة

أما رابعاً فكل طرف يريد مقابل لما يمنحه و في الحقيقة فإن النساء يطلبن المقابل قبل أن يمنحن أي شيء ، و بخل الرجل هو مجرد وجهة نظر للمرأة و اللتي ترى الرجل اللذي لم يأت لها بنجم السهى بخيلاً !!!!!!!

و أخيراً فإن الشباب تعلموا أن لا وجود لتلك البريئة فالبراءة إن وجدت ستكون حتماً ملوثة بلمسة أو حتى بمجرد إحساس مضى و لم يحقق نتائج

iman يقول...

عدت من جديد
ربما كانت هذه الفكرة الطفولية صحيحة وربما حدث ذلك فعلا، الذي يتقدم للخطبة رجل، الذي يسعى إلى الزواج رجل، الذي ينفق رجل، الذي يسير البيت -المفروض-رجل..والذي سيعترف أيضا رجل ..لم أشأ ذكر الخضوع بالقول لأنني أعلم أن معظم نساء اليوم لن يؤلمهن ضميرهن من أجل ذلك حيث أن اللي اختشوا ماتوا ولكن النظرات التي تحمل علامات استفهام والكلام الجارح والتعليقات تدفع المرأة إلى الاستغناء عن ذلك كما أنها تفضل أن ترى نفسها جولييت وترغب في أن يجثو روميو على ركبته مقدما لها وردة طالبا يدها

لست أدري كيف أقنعك بعدم انحيازي..لن تقتنع..المهم أنه معروف عن المرأة ضعفها وأن كلمات بسيطة تستطيع أن تقلب كيانها وتوقعها في الحب فعلا في الوقت الذي يصعب فيه الوصول إلى قلب رجل وهكذا حتى إن كانت تتسلى في البداية فهي قد تقع في الحب فعلا وهنا ستكون المشكلة
ربما تكون المرأة مخادعة ولكن الرجل ماكر وماهر في التملص

تلك حلول وهمية سطحية...وأنا أهتم دائما بالداخل، بالنفسية، بالقلب والروح ولا أجد أية حلول لمشاكل كهذه..
هل ترى أن الرجل بهذا الضعف حيث لا يمكنه مقاومة امرأة جميلة مرت أمامه وبقي عطرها بملأ المكان لبرهة

ربما ذلك الإحساس الماضي الذي تتحدث عنه كان له هو، من يدري
مع أن نسبة السيئات كبيرة إلا أنه لا تزال هناك طاهرات نقيات بريئات فلا تعمم حتى لا تظلم

تحيتي

Zeus يقول...

كل ما ذكرتيه صحيح فالرجل هو المبادر الأول دائماً و لكنه غالباً يكون مدفوع للمبادرة و اللذي يدفعه المرأة اللتي تستغل الفارق في التكوين لتستقطب الرجل نحوها و طرقها في ذلك كثيرة

إن نساء اليوم و رجاله في نبإ عظيم فالمرأة تعرض جسدها للرجل و تشمئز من نظرات الرجل لما تعرضه ، تبحث في جسدها عن مفاتنه و تجسمها و ترفض أن يفتتن بها الرجل ، تفتح للرجل أبوابها و تأبى عليه المرور منها ، تلعب على أوتار أفكار الرجل و تتأذى إذا عبر عنها ، تريد روميو الراكع على ركبتيه و لا تستطيع أن تكون جولييت

إن المرأة اللتي حصلت على نصيب من الحرية تثبت يومياً إن ما حصلت عليه نقمة في حق الرجل .. و كما تعرفين أن المباديء لا تتجزأ فموضوعي لا يناقض ما سلف من ردي و أرى أن الحرية إما تكون كاملة بلا حياء و لا خوف طفولي من نتائجها و إما لا تكون

غير معرف يقول...

كلمات كثيرة اختزنتها وانا أقرأ ما كتبته هنا لكن وللأسف تحلل معظمها قبل خوض الكلام وبدء التعبير فيه
لكن أيضا لا بأس لو أنني أظهرت ما أستطيع البوح به حاليا
**
بالنسبة لي.. لقد كانت كلماتك تحمل حججا قوية بأن تعترف الفتاة بمشاعرها للرجل
لكن..
ليس دائما هنالك من يقدر.. وربما لو ان الموضوع بيد المرأة لتغير الحال كثيرا ولكانت العلاقات بين المراة والرجل بحال مختلف..
لكن هنالك المجتمعات التي تحدد بين علاقتها مع الرجل وتحدد حرية اظهار مشاعرها او كبتها
ورغم كل الفرص التي تفوتها القتاة عند كبت مشاعرها قد أؤيد ذلك لأن طبيعة الفتاة أن تكون خجلة ومنطوية قليلا وكما يقال غالبا بأن الخجل من أسمى الصفات التي تحملها الفتاة
أما لو ان الفتاة قد تفوت حظها كاملا عندما لن تعترف بحبها للطرف الأخر قد تكون مخطئه بعض الشيء فالحقيقة ان العالم لن ينتهي عندما تفرغ بعضا من شحناتها العاطفية لرجل امنت بأنها تستحقه ويستحقها

الأستاذ أيمن
بالتوفيق

**
ليدي

Zeus يقول...

الكريمة ليدي

في الحقيقة لا يبدو أسلوبك غريباً عني كما أنك تعرفين إسمي مما يعني وجود معرفة مسبقة بيننا .. أشعر أنني أعرفك جيداً ..

سيدتي الفاضلة ..

لا شك أن الخجل من أسمى الصفات اللتي تحملها الفتاة و لكن لكل شيء حدود معقولة و منطقية فالخجل بلا حدود قد يجعل حياة المرأة صعبة و قاسية إذا أثر ذلك الخجل في مستقبلها الحياتي بأن تؤثر الخجل على تنبيه من تحب بمشاعرها فهنا ستحيا مجبرة مع من لا تحب و ستصبح حياتها روتينية خالية من السعادة و هذا أقل تقدير ممكن فقد تتحول حياتها إلى جحيم في بعض الحالات

و هذا هو واقع الحال في الحقيقة فكثير من الأسر المصرية قائمة على لا شيء سوى التناسب العلمي قياساً بالدراسة أو التناسب المادي قياساً بالثروة و هما معاً يكونان التناسب الإجتماعي بينما المشاعر غائبة في ظل الخطوات المحسوبة للزواج في مجتمعنا المصري

إن مجتمعنا المصري يعيش في قاع البؤس لأنه لا يحسب للمشاعر ما يكفي من الحساب فتقتصر حساباته على أشياء هي في الحقيقة نتائج عملية لنهاية الزواج فيحسب نتائج النهاية أثناء الشروع في البداية و يالها من مفارقة

إن حياة الإنسان قائمة منذ بدايتها على المشاعر فإن خلت تلك الحياة يوماً من تلك المشاعر تحولت إلى لا حياة و لا موت

و شكراً لمرورك سيدتي